رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

الاستقرار المفقود في ليبيا.. أبرز اهتمامات صحف الإمارات الصادرة صباح الخميس

شارك

 

تناولت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم، الخميس، في افتتاحياتها، الاستقرار المفقود في ليبيا منذ 2011، بالإضافة إلى تسليط الضوء على حالة التشاؤم التي تسود بسبب خروقات ميليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية لوقف إطلاق النار في اليمن عشرات المرات منذ توقيع الاتفاق في ستوكهولم حتى الآن.

 

فتحت عنوان “الإرهاب مرفوض” قالت صحيفة “الإتحاد”: لا للإرهاب الأعمى أياً كان مصدره، ولابد من التكاتف الدولي، لمواجهة هذه الآفة الخطيرة واجتثاثها من جذورها ..موقف ثابت للإمارات، لا يتغير إزاء أي فعل دموي، يستهدف المدنيين الأبرياء .. وفي إدانتها واستنكارها للهجوم الذي استهدف مقر وزارة الخارجية التابع لحكومة الوفاق الوطني الليبية، رسالة واضحة وحازمة تجاه هذه الجريمة النكراء.

 

وأكدت الصحيفة أن ليبيا التي لا تزال تنتظر الاستقرار المفقود منذ عام 2011، تحتاج تضامن الداخل والخارج، لتمكين الشعب الليبي من مواجهة مختلف أشكال العنف والتطرف.

 

وقالت : “داعش”، تبنى هجوم طرابلس، لكن ليس إرهابه فقط وراء عدم الاستقرار فقبل أيام كشف الجيش الوطني الليبي عن ضبط شحنة أسلحة تركية بميناء الخمس، كانت موجهة إلى ميليشيات هدفها تنفيذ اغتيالات سياسية، وطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق فوري لاسيما وأنها المرة الثانية وليست الأولى ..مشيرة الى موافقة تركيا على إجراء تحقيق مشترك في قضية السفينة مع الحكومة الليبية لكن دون تحديد أي آلية لهذا التحقيق فيما لم تتخذ بعثة الأمم المتحدة في ليبيا التي نددت بشحنات الأسلحة أي إجراء.

 

وأكدت “الإتحاد” في ختام افتتاحيتها أن الأوان قد آن لإعادة الأمل إلى ليبيا، وليس المطلوب أكثر من دعم الجهود الأممية في هذا الصدد، بما يثمر حلاً سياسياً داخلياً أولاً، يؤدي إلى استعادة الأمن واقتلاع الإرهاب.

 

من ناحيتها رأت صحيفة “الخليج” أن الصراع الدولي على الثروات الليبية، خصوصاً النفط والغاز، لن يسمح بتنفيذ بأي اتفاق، ما دامت هناك قوى محلية ليبية مستعدة للعمل لدى الغير كمخلب قط لعلها تحصل على بعض الفتات، حتى ولو أدى الأمر إلى تدمير البلاد وإهدار ثرواتها، وما دامت هناك جماعات إرهابية هدفها التخريب والتدمير والقتل والقضاء على ما تبقى من مؤسسات الدولة.

 

وقالت الصحيفة – تحت عنوان “ليبيا واستعصاء الحل”: “إن الهجوم الإرهابي على مبنى وزارة الخارجية الليبية في طرابلس الذي تبنته “داعش” وأدى إلى إحراق المبنى ومقتل ثلاثة أشخاص وجرح 21، ومقتل الانتحاريين الثلاثة يكشف هشاشة الوضع الليبي، وفشل كل الحلول التي طرحت وآخرها قرارات باليرمو في إيطاليا، كما يفضح بعض الدول التي ما زالت تعمل على صب الزيت على النار تنفيذاً لأجندات مشبوهة تخدم في رأيها تمكين الإسلام السياسي ممثلاً بالإخوان المسلمين من الوصول إلى السلطة، رغم فشل محاولات مماثلة سابقة في أكثر من بلد عربي.

 

وأكدت أن الهجوم على مبنى الخارجية، والهجمات المتتالية على حقول النفط، وتهريب السلاح، واستمرار الصراع بين المؤسسات في شرق ليبيا وغربها، كلها مؤشرات على استعصاء الحل في هذا البلد العربي الذي ما زال مستهدفاً طالما الأطماع بثروته قائمة.

 

بدورها قالت صحيفة “الوطن”: “إن الدول لا تُبنى وتدبر أمورها بالأمنيات والتنظير وترقب أن تمطر السماء حلولاً، بل تقوم على الوعي والإيمان بالوطن وامتلاك مؤسسات وطنية وأجهزة وجيش قوي يتألف من جميع مكونات الشعب، وتغليب المصلحة العامة والكبرى فوق الأنانيات والحسابات الضيقة، لأن هذا يجعل الدولة تكتسب قوة ومكانة وطاقة على تدبير أمورها وتحقيق مصالح شعبها، وغير هذا يعني انهيار مناعتها وتحولها إلى طريدة يمكن أن تكون هدفاً لمن ينتظرون الفرصة للانقضاض عليها”.

 

وأكملت الصحيفة: “وهذا تمامًا حال ليبيا، جراء الانقسام وتفشي المليشيات والإرهاب، وذلك بفعل الانقسام السياسي وعدم التوافق على سلطة واحدة تكون ممثلة لجميع أبناء ليبيا، فأدى هذا الضياع للتشتت والتشرذم وهو ما استغلته الجماعات الإرهابية والمليشيات المتآمرة مع الخارج وتتلقى منه الدعم، وباتت ليبيا كلها مهددة بالإصابة بجميع الويلات الناجمة عن هذا الوضع، ورغم الكثير من المحاولات لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء المتنافسين، لكن بعض الأطراف التي يستهويها هوس السلطة حتى لو لم تكن تعادل بالكاد عدة أحياء، أبقى الجمود في العملية السياسية قائمًا.. وبالتالي استمرار المعاناة والهجمات الإرهابية وانهيار الاقتصاد ومخاطر التقسيم وكل ما تنتجه حالة الهشاشة تلك”.

 

وأوضحت الصحيفة – تحت عنوان “ليبيا فريسة الانقسام” – أن هذه الأوضاع جعلت ليبيا عرضة للهجمات الإرهابية، واستهداف المقرات الرسمية، ومحاولة جعلها قاعدة للهاربين والمرتزقة، خاصة أنهم يتلقون دعمًا كبيرًا من قبل الأنظمة العابثة بأمن واستقرار الدول لتحقيق أطماع عدوانية توسعية لم تعد تنطلي على أحد.

 

وقالت: “الكارثة في استمرار هذه الحالة مضاعفة لكونها تنعكس سلباً على شعب كامل عانى لعقود طويلة من القمع والتهميش والتغييب الممنهج، وكذلك تهديد دول جوار ليبيا جراء تحول مناطق فيها إلى تجمعات للجماعات الإرهابية مثل “داعش” وغيرها، وهو ما دفع تلك الدول لمحاولة الإصلاح بين الفرقاء الليبيين المتناحرين بهدف إنهاء حالة الانقسام التي يعاني منها الجميع.. وذات الأمر حدث لعدد من الدول الأوروبية وخاصة إيطاليا التي تعاني من موجات الهجرة غير الشرعية، إذ يحاول عشرات الآلاف عبور ليبيا باتجاه القارة الأوروبية، ولم تنجح جميع محاولات الحد منها رغم كل المبادرات والمحاولات التي لم يكتب لها النجاح، لأن الفوضى المتواصلة لم تبق مكاناً لجميع محاولات تحسين الأوضاع باتجاه أفضل.

 

وأكّدت “الوطن” في ختام افتتاحيتها أن ليبيا تعاني وستستمر معاناتها وما تتعرض له من إرهاب، ما دامت الانقسامات على حالها، وطالما لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته الواجبة واستمر التقاعس عن التحرك الواجب لمحاسبة كل الأيادي العابثة.

 

وتحت عنوان “انتهاكات تعوق السلام” قالت صحيفة “البيان” : “بدعم من قوات الشرعية والتحالف العربي يواصل الفريق الأممي المكلف بالإشراف على تطبيق اتفاق السويد في الحديدة مع الأطراف تنفيذ بنود الاتفاق، وذلك وسط ظروف غير ملائمة وتثير التشاؤم بسبب خروقات ميليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية لوقف إطلاق النار عشرات المرات منذ توقيع الاتفاق في ستوكهولم حتى الآن”.

 

وأوضحت الصحيفة أن هذا هو أسلوب الميليشيات منذ انقلابها على السلطة الشرعية عام 2014، وما من اتفاق ولا مفاوضات ولا قرارات دولية إلا وخرقتها، ذلك أنها ميليشيات غير شرعية ولا تمثل الشعب اليمني، بل تعمل لحساب إيران التي تسعى لبسط نفوذها وإثارة الفوضى والاضطرابات في المنطقة، ولهذا يسود التشاؤم بسبب أساليب الحوثيين الخداعية المكشوفة، التي بدأوها في استقبال الفريق الأممي بجلب الإرهابيين من ميليشياتهم وجعلهم يرتدون زي رجال الأمن والشرطة، ليبقوا داخل مدينة الحديدة ولا يخرجون منها حسب الاتفاق.

 

وأضافت أنه ورغم أن تسليم ميناء الحديدة هو النتاج الأكبر لاتفاق السويد، والذي وقع عليه الحوثيون، إلا أن بعض القيادات الحوثية ذهبت تدعي أن ” تسليم ميناء الحديدة ليس مطروحاً وليس له علاقة بالملف الاقتصادي” ، الأمر الذي يبدو منه أن الميليشيات الانقلابية تنوي، كعادتها، ضرب الاتفاق في الصميم.

 

وأكدت صحيفة “البيان” أن ميلشيا الحوثي تجزم أن مجريات الأمور حسب اتفاق السويد سيكون نهايتها هو تأكيد عدم شرعيتهم في البقاء في السلطة، الأمر الذي من شأنه التأثير على تماسكهم ودعم إيران العسكري والمالي والسياسي لهم، ومن ثم بداية نهايتهم.

مقالات ذات صلة