فازت “دار التحفة”، بالرهان للمرة الثانية، وبرهنت احترافيتها ومهنيتها العالية في تنظيم عروض الأزياء، وقد جمع لقاء سيرتا فاشن 2019 الذي نظمته 8 مصممي أزياء، بمدينة الجسور المعلقة بالشرق الجزائري، قسنطينة هذه المدينة المتشبعة بالأصالة والتراث والثقافة والعادات والتقاليد، التي مازالت بارزة إلى يومنا هذا، وتميز أهلها الذواقين للفن والإبداع .
واستمتع عُشاق الموضة واللباس التقليدي الجزائري والألبسة الجاهزة بعروض الأزياء، الذي قدمها مجموعة من المُصممين الذين شاركوا بهذه الطبعة التي حملت شعار “أناقتي، أصالتي، هويتي” .
واحتضن العرض فندق ماريوت بمدينة الجسور المعلقة، عاصمة الثقافة والأصالة والتراث، قسنطينة التي إرتدت حلة الإبداع. وأما عن المُنظمة صاحبة دار التحفة، صبيرة لحمر بن شريف، فهي شرّفت الجزائر بالمحافل الدولية وشاركت في العديد من الأسابيع الثقافية الجزائرية بالخارج، وكان آخرها بشهر يناير الماضي بمعهد الشارقة للتراث بالإمارات العربية المتحدة، وهي تنشط بهذا المجال منذ فترة التسعينات، ولديها العديد من الأبحاث، والدراسات المتعلقة بالتراث واللباس التقليدي الجزائري،
وقد شهدت الطبعة الثانية مشاركة العديد من المصممين الذين قدموا تشكيلات متنوعة تفاعل معها الحضور، أولهم المصمم محفوظ بوحديبة صاحب دار الأصيل، القاطن بقسنطينة، الذي تنحدر أصوله من ولاية غراداية “ميزاب”، وقدم مجموعة متنوعة من الألبسة التقليدية الفاخرة، ثم قدمت بعده المبدعة مريم بوزيدي إبنة عاصمة الزيبان “بسكرة” وصاحبة دار السنجاد، الكائن مقرها بعين البنيان، الجزائر العاصمة عرضًا مُتناغمًا من تشكيلة متنوعة تقليدية وعصرية وفاخرة، وأعطتها إسم “أميرات الجزائر”.
وتلتها المصممة صوفيا أوغساليس، التي أتت من ولاية وهران، وقدمت العديد من الألبسة التقليدية التي أبهرت بها الحضور من بلوزة وهرانية، وقفاطين بلمسة عصرية، والكاراكو، وحتى القندورة القسنطينية كانت حاضرة، وبعض الفساتين على الطريقة اللبنانية وقفاطين كونها تتمتع بحس عالي بالرسم وتحب الزهور، أما المصممة الرابعة فقد كانت من دولة تونس الشقيقة السيدة رملة بسباس التي مثلت “دار كان يامكان”، وقدمت عرضًا شيقًا ومُبهرًا، لوهلة تخيل لنا أن العارضات في قصر الباي، وقد ركزت حتى على الإكسسوار التي تتزين بها العروس التونسية.
وأبدعت المصممة الراقية أسماء كنزاي، في تشكيلتها من جهة الألوان ونوعية القماش والقصات، وأثبثت جدارتها وحبها واحترافيتها وإبداعها، إلى جانب المصممة ريان كداس التي قدمت عرضًا شيقًا مليئًا بالألوان ولمسة خاصة تميزها عن المصممات الأخريات في تعاملها مع القماش والألبسة التقليدية الجزائرية التي تضيف عليها لمسة عصرية، أما المصممة لعوبي بسمة صاحبة دار البسمة، لديها 7 سنوات ونصف خبرة في الميدان، قدمت هي الأخرى تشكيلة متنوعة تبرز جمال وأناقة المرأة والعروس الجزائرية.
وختم عرض الأزياء بعرض مختلف للألبسة الجاهزة والعصرية قدمته مريم .ك، صاحبة أول دار متخصصة بهذا المجال بقسنطينة .
وقد حضر سيرتا فاشن العديد من ضيوف الشرف، الذين لبوا الدعوة في مقدمتهم المصممة نبيلة شيباح وإبنتها رانيا بن عيشوش، التي مثلت الجزائر بمسابقة ملكة جمال العرب بمصر، السنة الماضية، وحصلت على لقب الوصيفة الأولى، هذا إلى جانب الفنانة المتألقة منال حدلي، التي تألقت وأحبها الجمهور بأغنية “تحملت معاك”، التي قدمتها فيديو كليب ولاقى رواجًا واسعًا.
وحضرت أيضًا الحفل الوصيفة الأولى بمسابقة ملكة جمال الجزائر 2019 المتحجبة فريال باسة، وزميلتها التي شاركت بعروض الأزياء، وقد مثلت ولاية بومرداس بمسابقة ملكة جمال الجزائر المتسابقة ياسمين حطاب التي تألقت فوق السجادة الحمراء، وعرضت ما جادت به أنامل المصممين المبدعين، وقد حرص على إطلالة العارضات وتسريحات شعرهن كل من صالون التجميل صبايا “الخروب، وبنات الشمس، والعلمة”.
وتخلل الحفل وصلات موسيقية قدمها ديجي صابر، والعديد من الأغاني الأصيلة، وذات طابع المألوف قدمها الفنان المتألق صاحب الحنجرة الذهبية شمس الدين جباسي، مع فرقته التي رافقته موسيقيًا، إلى جانب حضور الشاب صغيري حمزة الذي قدم وصلات غنائية باللغة التركية وممزوجة بالراي “الأغنية العاطفية”، ذات الكلمات الهادفة والراقية، وتفاعل معها الجمهور بالأخص الشباب الذين حضروا العرض .
يذكر أن سيرتا فاشن كانت من تنظيم دار التحفة بمُساهمة العديد من الرعاة الرسميين، منهم فرفشة لمواد التجميل والعطور، والتي قدمت طومبولا، وأسعدت الحضور ببعض الهدايا، هذا إلى جانب مجموعة مامي فارم، ووكالة الأقواس للسياحة والسفر، ونافا للزيوت، وبيوكاليس للمواد شبه الصيدلانية، ومطعم تيتا غرياد، فضلًا عن مساهمة الشباب جنود الخفاء الذين أضافوا لمسة خاصة لهذا الحدث، منهم الكوتش نسيم، والمكلف بالتصوير صهيب، والأنفوغراف وسيم .
وقدمت صبيرة شهادات شكر وتقدير لكل المشاركين، لتحفيزهم على بذل مجهودات أكبر في الطبعات المقبلة بالأخص أنها تطمح أن يصبح الحدث عالميًا، يجمع أكبر عدد ممكن من المُصممين العرب .
