أنهت هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس “مواصفات” إعداد مسودة اللائحة الفنية بشأن المَركَبات التي تعمل بخلايا الهيدروجين وهي مُرَكَّبات صديقة للبيئة ولا يصدر منها أي انبعاثات ملوثة، لتكون الإمارات بذلك هي أول دولة تتبنى تشريعياً مستقبل قطاع صناعة المركبات الصديقة للبيئة.
ويغطي المشروع متطلبات السلامة العامة التي يجب توفرها في المركبات الهيدروجينية من حيث وضع اشتراطات خاصة بأسطوانات تخزين الهيدروجين المستخدمة وأنواعها والمعادن المصنعة منه والاختبارات المطلوب إجرائها على الأسطوانات بشكل خاص وكذا ضرورة وجود صمامات أمان تمنع ارتفاع الضغط داخل الأسطوانة وتحفظها من المؤثرات المختلفة“.
وستكون اللائحة الإماراتية من اللوائح الأولى المعتمدة في المنطقة والتي تدعم مبادرات استخدام المركبات الصديقة للبيئة لتحسين جودة الهواء والتقليل من الانبعاثات الغازية كون المركبات الهيدروجينية لا تصدر أي تلوث كما سيحدد النظام متطلبات القطع والأجزاء الأخرى التي ترتبط بنظام الغاز كذلك فهناك ضرورة لأن تكون هذه الأجزاء مناسبة للاستخدام مع الغازات وتتحمل الضغوط الناتجة عن الأسطوانة.
ويتزامن الدفع بالتقنيات الحديثة وتبني المؤسسات الوطنية لهذا التوجه مع خطط الدولة لمرحلة ما بعد النفط “الاعتماد على الوقود الأحفوري” إذ تعد المركبات الهيدروجينية أحد أهم الحلول السريعة الأخف ضرراً على البيئة، والأسرع في نتائج كفاءة استهلاك الطاقة.
ويمكن إعادة تزويد المركبات الهيدروجينية بخلايا الهيدروجين في دقائق فقط.
وحول المسافة المحتملة التي تقطعها المركبة الهيدروجينية أوضح مدير عام هيئة مواصفات سعادة عبد الله المعيني، أن دراسات عالمية أشارت إلى أنه من الممكن أن يكفي خزان الهيدروجين في المركبة لتوليد الطاقة لقطع مسافة تتراوح ما بين 500 و 650 كيلومتراً كما أن عمليات شحن المركبات الهيدروجينية لا تستغرق فترات طويلة مقارنة بالمركبات الكهربائية بل ربما أنها لن تستغرق وقتاً مماثلاً لتزويد المركبة بالبنزين أو الديزل كما هي الحال الآن.
وينتج الهيدروجين من الماء عن طريق التحليل الكهربائي وحتى نضمن مزيداً من المحافظة على البيئة فإنه ينبغي الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء اللازمة لإنتاج الهيدروجين في وقت تشير فيه دراسات أجنبية إلى زيادة إمكانية إنتاج الهيدروجين بشكل جيد في المناطق التي تتمتع بشمس ساطعة طوال اليوم عن طريق الخلايا الشمسية .
وكانت شركة “تويوتا” قد أعلنت في وقت سابق عن تعاونها مع كلٍ من “مدينة مصدر” وشركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” و”إيرليكيد” وشركة الفطيم بشأن برنامج مشترك للأبحاث الخاصة باستكشاف إمكانات استخدام الطاقة الهيدروجينية في دولة الإمارات.