تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الإثنين، ما بين؛ ما يحظى به أصحاب الهمم من اهتمام في دولة الإمارات، واستمرار ميليشيات الحوثي الإيرانية في خروقاتها لاتفاق استوكهولم، إضافةً إلى استمرار حركة “حماس” الإخوانية في الإضرار بمصالح غزة والتسبب في كل المآسي التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في القطاع المنكوب.
فتحت عنوان “دروس الحياة.. وصناعة الأمل”، كتبت صحيفة “الاتحاد”: “إنه من قصص ملهمة وصور مشرقة وقلوب صافية يمنح هذا الوطن العالم كل يوم تأشيرة دخول لمناطق لم يقترب منها أحد من قبل في الإنسانية والعطاء والخير، ويقدم أهم وأكبر دروس في صناعة الأمل.. وقيمة الحياة.. ومعنى السعادة”.
وأشارت إلى أن دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص “أبوظبي 2019″، وهي في منتصف الطريق، تحولت إلى استثناء يصنع الاستثناء، ويقفز فوق الحواجز ويشطب المستحيل ويجمع الخيوط ويوحد القلوب ويرتفع بقامة الأحلام فوق كل السحب.
وأضافت أنه لم يكن غريباً أن يتحول الوطن كله إلى “سفينة للحب”، يتسابق كل من عليها لخدمة “أصحاب الهمم”، حتى وصل عدد المتطوعين إلى أكثر من 20 ألف متطوع من كل أطياف المجتمع، إنها ثقافة وأسلوب حياة في بيئة مثالية تحرص على دمج وتمكين هذه الفئة في المجتمع حتى أصبحت الدولة نموذجاً يقتدى به في كل العالم.
وذكرت الصحيفة أنها قبل كل هذا كانت الصورة الأجمل والأروع، ليس فقط في النسخة الحالية للأولمبياد الخاص، ولكن في تاريخ الدورة الذي يمتد لأكثر من نصف قرن، عندما احتضن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الطفل علي سيف، لاعب منتخبنا الوطني، أثناء افتتاح الدورة باستاد مدينة زايد الرياضية.. هذا المشهد هو الرسالة والعنوان والكلمة والقصيدة والرواية، مشهد اختصر كل الكلمات ولامس قلوب العالم.
وقالت “الاتحاد” في ختام افتتاحيتها: “إنه من رؤية القيادة يرسم الوطن خطوط الطول والعرض فوق خريطة التسامح والإنسانية لتسير عليها أجيال وراء أجيال على طريق الحب والتعاون والتعايش والتآلف وقبول الآخر، وتحولت الدولة إلى مصدر إلهام للعالم بتجربتها الرائعة ومبادراتها الفريدة، وطالب تيم شرايفر رئيس الأولمبياد الخاص الحكومة الأميركية باعتماد المصطلح الإماراتي ” أصحاب الهمم” بدلاً من ” ذوي الاحتياجات الخاصة” لأنه التعبير الإنساني الأكثر إبداعاً واحتراماً لقدرات هذه الفئة التي لا تعرف المستحيل”.
من جهة أخرى، وتحت عنوان “الحوثي يعرقل والعالم يحذر”، قالت صحيفة “البيان”: “إنه رغم الجهود الدولية المتواصلة منذ توقيع اتفاق استوكهولم، إلا أن ميليشيات الحوثي الإيرانية مستمرة في خروقاتها وعرقلتها لتنفيذ بنود الاتفاق، خاصة بنود الانسحاب من الحديدة والموانئ، والآن تسود الموقف حالة من التشاؤم، وهو ما أكده المبعوث الأممي مارتن غريفيث الذي توقف عن تصريحاته المتفائلة ليعلن أنه لم يتم تحقيق أهداف اتفاق الحديدة حتى الآن. وفي نفس الوقت شكر غريفيث الحكومة الشرعية على مرونتها في الإعداد للمرحلة الأولى من إعادة الانتشار، الأمر الذي يجدد التأكيد أمام العالم على مسؤولية الحوثي عن العرقلة”.
وأضافت أن المجتمع الدولي يبدو أنه قد نفد صبره من عرقلة ميليشيات الحوثي الانقلابية للعملية السياسية في اليمن، وها هي الإدانات تتوالى من كبرى عواصم العالم، من لندن وبرلين وواشنطن، حيث لوحت الولايات المتحدة باستخدام الحزم في مجلس الأمن الدولي ضد ميليشيا الحوثي الإيرانية بسبب عرقلتها تنفيذ اتفاق السويد واستمرارها في الأعمال العدائية، وأشار المندوب الأمريكي في مجلس الأمن إلى قيام الحوثيين بتسمية مقاتليهم كـ” قوات محلية”، وشدد على أنه لا يمكن مساواة الحوثيين بالحكومة الشرعية. وفي نفس السياق، أشار مندوب ألمانيا إلى إمكانية أن يلوح المجلس ببيان يحدد المعرقلين للعملية السياسية، مضيفاً أنه لا يجب التسامح مع أي طرف معرقل أو مخطئ.
من جانب آخر، وتحت عنوان “أهل غزة لـ حماس: دعونا نريد أن نعيش”، قالت صحيفة ” الوطن: “إنه بكل وحشية تعتقد حركة “حماس” الإخوانية، أنها قادرة على مواصلة التحكم بمصير غزة والسيطرة على أكثر من مليوني إنسان يعانون أقسى الظروف بقوة الحديد والنار والقمع، والقدرة على مواصلة إذلال أهالي غزة والتسبب بكل المآسي التي يعاني منها فلسطينيو القطاع المنكوب بفعل الحصار والعنجهية والفوقية كمليشيات تستقوي بالبطش وتتلطى بالشعارات الطنانة التي لم تسبب إلا الويلات لسكان غزة”.
وأشارت إلى أن الجوع والمستوى المعيشي القاهر، دفع سكان غزة للخروج في احتجاجات سلمية بوجه تجار الأنفاق وممتهني الشعارات وحملة البندقية المأجورة وأذرع الأنظمة التي تتربص بالأمة ولا تخفي أطماعها، وكانت الصرخات العفوية التي أطلقتها النساء والأطفال الذين لم يسلموا من بطش “حماس” وتنكيلها وحملة الاعتقالات التي شنتها، من قبيل “نحن جياع” و”بدنا نعيش”، في مواجهة هراوات ورصاص مرتزقة “حماس”، لافتة ومعبرة.
وأضافت أن “حماس” الإخوانية لم تدع وسيلة للإضرار بالقضية الفلسطينية إلا وعملت عليها، وكانت نتيجة ذلك دمار القطاع ونكبة أهله بعد أن تحول إلى أكبر سجن في الهواء الطلق بالعالم، حيث يعاني سكانه الحصار الذي تقدم الحركة ” الإخوانية ” المبرر لاستمراره، وتعمل على إطالة الشرخ الفلسطيني، وعرقلة قيام الحكومة الشرعية بدورها والدفع باتجاه إبقاء الوضع الكارثي المتمثل بسلطتين تحت الاحتلال، في الوقت الذي لا تتأخر عن قمع كل من يعبر عن ألمه من قسوة الظروف بأي طريقة كانت، حتى لو وصل الأمر للتنكيل بالأطفال، أو الإعدام بطريقة غير شرعية خارج نطاق القضاء، وذلك بأي حجة كانت وهي كثيرة عند “حماس”ومثيلاتها.
وذكرت أن التخوين والتكفير جميعها تُهم جاهزة يتم استخدامها عندما تحتاج ” حماس” للترهيب خشية خروج الأمور عن سيطرتها، اعتقاداً منها أنها قادرة على ضبط السكان وإبقائهم تحت نفوذها، في الوقت الذي يعتبر الجوع بركاناً غير قابل للضبط مهما بلغت الضغوط، فعبارات من قبيل: “متنا من الفقر”، و” الجوع أنهكنا “، فيها من التعابير كل ما يختصر حال مئات الآلاف في القطاع، وأن الأمور وصلت إلى لحظة لم يعد تحملها ممكناً، والحراك الشعبي لمواجهة طغيان “الإخوان والحركة” التي تعمل لصالح أجندات الجماعة الإرهابية ولم تتوان عن إرسال مرتزقتها ومسلحيها إلى دول ثانية، باتت في مرمى الغضب المباشر جراء تدني الأوضاع الحياتية إلى مستوى العدم، وحصار واستهداف من قبل الاحتلال.
واختتمت “الوطن” افتتاحيتها بالقول: “إنه مع هذا تواصل ” حماس ” بكل وحشية التنكيل والقمع والتهديد وكل ما من شأنه أن يحول حياة سكان القطاع من سيئ إلى أسوأ، لكن لصبر الفلسطينيين الذين لم يكسرهم طغيان ووحشية عقود من الاحتلال، حدود، حتى يستكينوا لحركة مارقة مثل “حماس” أو يسلموا بمواصلة تحكمها بلقمة عيشهم وقمعها لهم ومضاعفة جحيم المعاناة التي يعيشونها”.