تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح السبت، ما بين؛ التكريم الذي قدمته الدولة عبر “هيئة الهلال الأحمر” في “عام التسامح” و “يوم الأم” إلى أمهات وزوجات شهداء اليمن، والنموذج المتفرد الذي قدمته أبوظبي للعالم في التنظيم العالمي للأولمبياد الخاص، فضلا عن ادعاءات قطر المستمرة بشأن أسباب مقاطعة الدول الأربع المكافحة للإرهاب لها، والموقف الأمريكي الجديد حول الجولان السوري المحتل.
وتحت عنوان “يوم الأم في اليمن”، قالت صحيفة “الاتحاد”: “تستذكر الإمارات في “عام التسامح” و”يوم الأم”، أمهات وزوجات شهداء اليمن، ممن فقدن أبناءهن وأزواجهن دفاعاً عن وطنهم ضد تمرد تقوده جماعة الحوثي التي ما فتئت تقتل وتنهب وتلقي بسوادها على يمنٍ كان سعيداً يوماً، قبل أن تمتد إليه يد هذه الميليشيات ومن ورائها إيران”.
وأكدت أن أمهات وزوجات شهداء اليمن ممن بذلوا دماءهم لإعادة الحق إلى أهله، يسكنّ في قلب الإمارات التي قدمت شهداء على أرض طيبة لطالما كانت عمقاً عربياً لا يرضى لها شرفاء العرب أن تدُنس من قبل جماعة باعت نفسها لمن أراد باليمن وأهلها سوءاً.
وقالت إن التكريم الذي قدمته هيئة الهلال الأحمر لأمهات وزوجات الشهداء، يترجم الإنسانية التي جبلت عليها دولة الإمارات، كما أن معنى العروبة عند دولة الإمارات العربية المتحدة، هو أن “أم الشهيد” وزوجته وابنته وكل نساء اليمن هن بنات هذا الوطن، وسيبقين في ضميره ووجدانه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
واختتمت “الاتحاد” افتتاحيتها بالتأكيد على أن ما قامت به الإمارات من تكريم لهؤلاء الباسلات من النساء اليمنيات، هو رسالة بأن المناضلات الصابرات باقيات في وجدان الدولة، وأن أي ضيم لن يمسسهن، فهن من علّمن أبناءهن بأن الوطن أغلى من الروح، وأن المفسدين في الأرض والحرث، من على شاكلة هذه الميليشيات، إلى زوال لا محالة.
من ناحية أخرى، أكدت صحيفة “الوطن” أن أبوظبي قدمت للعالم نموذجاً متفرداً في التنظيم العالمي للأولمبياد الخاص، والذي كان إنسانياً بامتياز، ودافعاً ليستقي الجميع القوة والعزيمة من أصحاب الهمم وإرادتهم التي لا تلين، حيث كان الحدث الرياضي الإنساني الأكبر من نوعه في العالم، محطة مشرفة سيُبنى عليها الكثير، عبر استقبال أكثر من 7 آلاف رياضي قدموا إلى أرض المحبة والسلام من أكثر من 200 دولة، في مشاركة للأمل والمحبة وحملوا رسائل السلام إلى أوطانهم، وهم أكثر عزيمة وإصراراً على مواصلة عملية دمجهم التام والقيام بدورهم في مسيرة التنمية بأوطانهم ومجتمعاتهم، خاصة بعد اكتساب خبرة كبرى بالتعرف إلى التجربة الإماراتية الثرية في تمكين جميع شرائح المجتمع ومنحهم حقوقهم، ودعمهم التام في جميع المحافل والميادين.
وقالت الصحيفة، تحت عنوان “محملون بالسلام والأمل”: “إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أكد وصول رسالة الإمارات للعالم عبر استضافة وتنظيم الإمارات للحدث التاريخي، ووجه الشكر لكل من أسهم في إنجاحه على الوجه الأكمل وبما يتوافق وقدرة الدولة الحضارية ومكانتها، وذلك بقول سموه: “نجاح دولة الإمارات في استضافة “الأولمبياد الخاص” تنظيماً ومشاركة وحضوراً يعود إلى منظومة جهود مخلصة يقف خلفها جنود شرفوا الوطن ببذلهم وتفانيهم وعطائهم.. رسالة الإمارات الإنسانية لدعم أصحاب الهمم وصلت إلى العالم بكل عمقها ودلالاتها.. كل الشكر لمن شارك في هذا النجاح”.
وأكدت “الوطن” أن الأولمبياد الخاص، هو ترجمة حقيقية لنيات الخير التي تريد الدولة وقيادتها الرشيدة إيصالها لجميع دول العالم، بما يعزز الجهود الهادفة للارتقاء بجميع الفئات وترجمة القدرة الإنسانية على الإنجاز بأعظم معانيه ..مشيرة إلى أن الدورة لم تكن مجرد حدث رياضي، بل محفلاً عالمياً لتآلف القلوب وتعزيز الانفتاح والمحبة والتعايش والتأكيد على أن ما يربط بين جميع الأمم والشعوب قابل لدعم التوجهات الخيرة التي يهدف العالم برمته لتحقيقها، فتحديات البشرية كبرى وتحتاج إلى جهود الجميع.
وقالت الصحيفة: “لاشك أن ما قدمته الإمارات للعالم عبر التنظيم والاحتفاء الأسطوري بجميع ضيوف وطن الإنسانية وعاصمتها سيبقى في عقول الجميع ويحملونه معهم ليكون زاداً في مسيرة وجهود التمكين، خاصة أن الإمارات تدعم جميع الشرائح وحقوقهم انطلاقاً من أصالة مجتمعها والقيم التي تميزه، وسلسلة من القوانين والتشريعات التي تكفل جميع الحقوق، وقد أثمرت جهودها في الدمج والتمكين وإنجازاتها دروساً يمكن لجميع الساعين للتطور والتقدم في كل شأن إنساني أن يستفيدوا منها”.
وتحت عنوان “قطر وادعاءاتها المستمرة”، قالت صحيفة “البيان”: “ما أكثر الحكايات التي ابتدعها تنظيم الحمدين في قطر، بشأن أسباب مقاطعة الدول الأربع المكافحة للإرهاب لقطر، فقد سبق للدوحة الادعاء أن الهدف هو الاعتداء على سيادتها، ثم ذهبت تدّعي حكاية خاصة بمونديال 2022، وانتقلت مؤخراً إلى سعي الدول الأربع إلى احتلال قطر، والسيطرة على الغاز فيها، وكل يوم تأتينا قطر بادعاءات جديدة، وراء مقاطعتها ..وقد صدق وزير الخارجية البحريني، بوصف حكايات قطر اليومية، بأنها مقاطع من “حكايتي مع الزمان”.
وأضافت الصحيفة: “من المؤكد أن سيادة قطر ليست مستهدفة من الدول الأربع، هذا إذا كان بقي لديها سيادة، بعد ارتمائها في أحضان إيران وتركيا، اللتين صارتا توجهان سياسة قطر وتحرضانها ضد أشقائها العرب، وقطر ذات المساحة الجغرافية المحدودة، باتت لا تتسع للقواعد العسكرية الأجنبية، فعن أي سيادة تتحدث؟ وتابعت ” أما مونديال 2022، فهو ورطة وقعت فيها قطر بأساليب غير نزيهة، وفضائحها تتردد في العديد من دول العالم، بينما قصة احتلال الغاز القطري، لا تعدو كونها كذباً ووقاحة، وهي تعلم تماماً أن الدول الأربع، لديها ما يكفيها من مصادر الطاقة، ولم يكن نهجها يوماً الاستيلاء على ثروات الآخرين”.
وأكدت “البيان” أن روايات قطر لن تنتهي، ويجب عليها أن تتوقف عن هذه الروايات “الدونكيشوتية”، التي تعكس ارتباكها وتخبطها في أزمتها، والتي يتحمل تنظيم الحمدين المسؤولية الكاملة عنها، بسياساته في دعم وتمويل الإرهاب، والمؤامرات على الدول العربية وغيرها.
من جهة أخرى، أكدت صحيفة “الخليج” أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان، بعد 52 عاماً من احتلال الجولان في حرب 1967، و38 عاماً على إقدام حكومة مناحيم بيجن على ضم الهضبة بقانون، دليل إضافي على الانحياز الأمريكي لدولة الاحتلال، وتشريع كل ما قامت به من مخالفات لقرارات مجلس الأمن الدولي ..واصفة التبريرات التي تسوقها إسرائيل للموقف الأمريكي من أن الاعتراف بسيادتها على الجولان سيعزز أمن إسرائيل ووضعها في المنطقة بأنها واهية، فهي في الحقيقة تساعد في إشعال المنطقة بشكل أكبر، وتمنح التطرف مساحة أكبر للانتشار والتوسع.
وقالت الصحيفة تحت عنوان ” الجولان.. هدية ترامب لنتنياهو”: “إنها معجزة ترامب”.. هكذا تباهى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالموقف الأمريكي الجديد الذي اتخذه دونالد ترامب، عندما أكد أن الوقت قد حان لدعم السيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، وسط توقعات بأن تقدم الإدارة الأمريكية على اعترافها الرسمي بهذه السيادة خلال زيارة نتنياهو، إلى واشنطن الأسبوع المقبل، والتي تسبق انتخابات الكنيست التي ستجرى في التاسع من شهر إبريل/ نيسان المقبل.
وأوضحت أن موقف ترامب الجديد استبقته الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي الأخير لحقوق الإنسان، الذي أسقط صفة احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان السورية، والضفة الغربية، وقطاع غزة، واستعاضت عنها بعبارة “التي تسيطر عليها إسرائيل” فيما يعد الإعلان الأخير لترامب استكمالاً لعدد من الهدايا التي قدمها لنتنياهو منذ وصوله إلى البيت الأبيض في انتخابات عام 2016، فبعد سلسلة من الخطوات والقرارات التي اتخذها في الفترة الأخيرة، خاصة في ما يتعلق بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، ووقف الدعم لوكالة تشغيل وغوث اللاجئين الأونروا، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وغيرها من القرارات، جاء الإعلان الجديد ليدق المسمار الأخير في نعش التسوية السياسية في الشرق الأوسط، التي تتعمد الإدارة الأمريكية الحالية حرفها عن مسارها.
وأوضحت “الخليج” في ختام افتتاحيتها أن مواقف الرئيس الأمريكي الجديدة تكشف عن رغبة أمريكية في خلط أوراق الصراع في الشرق الأوسط، والتفاهمات القديمة التي عمل رؤساء أمريكا السابقين على التعامل معها حيال أزمات المنطقة، “تم رميها في سلة المهملات”، مشيرةً إلى أن القوة في عهد ترامب هي من تقرر وليست المفاوضات، وهو ما يسعى إليه نتنياهو في معركته ضد خصومه الداخليين والخارجيين، غير إن ذلك من شأنه أن يغير معادلة الصراع كاملة.