ركزّت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الأحد، على إطلاق “جائزة أفضل معلم في العالم 2019″، وتضامن الدولة الكامل مع الحكومة النيوزيلندية في مواجهة التطرف والإرهاب، إضافةً إلى الموقف الأمريكي بشأن هضبة الجولان السورية المحتلة، والدعوات التحريضية للتأثير على الحراك في الشارع العربي لزعزعة الأمن والاستقرار في بعض الدول.
وتحت عنوان “الإمارات تدعم التعليم”، قالت صحيفة “الاتحاد”: “إن الإمارات حاضنة الإبداع.. لا تقف عند حدود أو جنسية في تقدير المبدعين من كل بقاع الأرض، فبعد أيام من إعلانها عن تقديم قمر صناعي بأيدٍ علمية عربية، تمضي قدماً الآن لتصل إلى قرى نائية في أقصى دول العالم بحثاً عن “المعلم المتميز”.
وأشارت إلى أن العالم أضحى ينتظر من الإمارات الكثير إيماناً بعطائها، بعد ما قدمته وتقدمه لخدمة البشرية والإنسانية، ففي الوقت الذي خفت فيه تقدير المعلم، ها هي تعيد الألق لهذه المهنة التي تساهم في تربية النشء وتصنع الأجيال.
وأضافت أن “جائزة أفضل معلم في العالم” لعام 2019، هي تقدير من دولة الإمارات لكل مبدع، لكن إلى جانب التقدير، فإن إيمان الدولة بأهمية التعليم وضرورة الاهتمام بالمعلم كونه أساساً للعملية التعليمية، يشكلان منطلقاً ودافعاً لدعوة العالم عبر هذه التظاهرة إلى الانضمام للجهود الإماراتية الهادفة إلى إعادة الاعتبار للمهنة المقدسة.
وأكدت “الاتحاد” في ختام افتتاحيتها أن مقياس تطور الأمم، يتمثل في مدى اهتمامها بالتعليم، وكل ما يتعلق به من طالب ومعلم وبيئة تعليمية صحيحة، لذلك كانت الإمارات حريصة ضمن برامج مساعداتها العالمية على أن يكون جزء منها موجهاً إلى بناء المدارس، وتحسين الظروف الدراسية للأطفال ودعم المعلم في مناطق عديدة بالعالم.
من ناحية أخرى، وتحت عنوان “موقف ثابت”، قالت صحيفة “البيان”: “إن تعامل الحكومة النيوزيلندية، الحازم والرصين، مع الهجوم الإرهابي الشنيع على المسجدين في كرايستشيرش، أثار إعجاب العالم، الذي تابع رئيسة الوزراء، جاسيندا آردرن، وهي تقود بلادها في هذه المحنة، مظهرة أفضل ما في القيادة من صفات إنسانية، وروح تعاطف وتضامن مع الضحايا وذويهم”.
وأكدت أن مثل هذا التعامل، الراقي والمسؤول، يجد لدى دولة الإمارات، قيادة وشعباً، تقديراً كاملاً، فمكافحة الإرهاب تبدأ من تبني سياسة التسامح والانفتاح على الآخر، وقبوله.. وهذا ما جسدته الحكومة النيوزيلندية باقتدار.
وأضافت أن موقف الإمارات، وتضامنها الكامل مع نيوزيلندا، يتوج اليوم بكلمات التقدير، التي خطها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” ، التي أشاد فيها بتعامل الحكومة النيوزيلندية مع الأزمة بكل حكمة.. لافتاً إلى أن رئيسة الوزراء النيوزيلندية، كسبت احترام مليار ونصف المليار مسلم ” بتعاملها العاطفي الصادق، مع الحادث الإرهابي الذي استهدف مشاعر جميع المسلمين”.. وهنا، تأتي كلمات سموه الصادقة، في تحية رئيسة الوزراء النيوزيلندية، معبرة عن عواطف الملايين من العرب والمسلمين، وغيرهم من محبي السلام.
وأوضحت الصحيفة في ختام افتتاحيتها أن موقف دولة الإمارات الذي عبّرت عنه كلمات سموه، يأتي تأكيداً جديداً على الموقف الإماراتي الرافض للإرهاب، بكل أنواعه، ومهما كانت منطلقاته، أو هوية مرتكبيه.. مشيرة إلى أن هذا الموقف، الذي يثبت صوابيته يوماً بعد يوم، سيبقى واحداً من العناوين الكبيرة الجامعة، التي تهدي البشرية إلى خيرها وسلامها وأمن شعوبها واستقرارهم.
من جانب آخر، وتحت عنوان “التقادم لا يُشرّع احتلالا”، قالت صحيفة “الوطن”: “إن دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدعم ضم هضبة الجولان السورية المحتلة منذ العام 1967 إلى إسرائيل،لم تكن غريبة، وهي إن كانت تعكس الانحياز الثابت بصف ” الكيان”، لكنها تفتقد لأي منطق إلا القوة، خاصة أن الولايات المتحدة نفسها قد أيدت القرار /242/ الصادر عن مجلس الأمن الدولي في العام 1967، والذي يرفض احتلال الجولان ويؤكد ضرورة إعادته إلى سوريا، وتكرر ذات الحال في أكثر من مناسبة سواء في العام 1973 أو 1981، والأخير يحمل الرقم /497 / وتم التصويت عليه ضد قرار الكيان المحتل يومها بضم الجولان”.
وذكرت أن ما حصل مع القدس الشرقية، يتكرر اليوم مع قضية الجولان، لكن هذه المخالفة لقرارات الشرعية الدولية، لا يمكن أن تكون مقبولة تحت أي ظرف أو مبرر، فلا أحد يحق له أن يمنح أرضاً ليست له، ولا يجوز أن تكون الحجج الزائفة من قبيل الأمن مبرراً لهكذا نهج جديد في السياسة التي يمكن أن تؤسس لعهد جديد يشرع الاتكال على القوة وفرض سياسات الأمر الواقع، مع العلم أن العديد من الرؤساء الأمريكيين قد قاموا بوساطات ومحاولات عديدة لتحقيق السلام الشامل الذي يقوم على إعادة الحق لأصحابه، وأكدوا أن الجولان أرضاً سورية، وكانت قد بدأت تأخذ الزخم في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب، ثم في عهد الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون، والتي كادت أن تصل لاتفاق حول الانسحاب “الإسرائيلي”، إلا أن خلافات بسيطة قد أنهت تلك المساعي بدون تقدم.
وشددت على أنه لا يمكن القبول باحتلال أي متر من الأرض العربية، لأن السلام والاستقرار العالميين لا يمكن أن يقوما على احتلال أراضي الغير أو تشريعها، والأراضي ملك لأوطان وشعوب وأجيال ووحدة دول، وليست مباحة ليستقوي عليها كل شخص يستغل ظرفاً معيناً ويستولي عليها.
وأكدت “الوطن” في ختام افتتاحيتها أنه مهما استمر الاحتلال فلا يمكن أن يكون هناك تسليم بنواياه ومراميه، وأراضي الدول ليست رهناً بظرف آني، بل حقاً دائماً لا يجوز لأحد التنازل عنه، ولا يحق لأحد احتلاله والسيطرة عليه بالقوة، ولا يملك أي طرف أن يمنحه وكأنه ملك خاص لأي جهة كانت.. فشريعة الأمم المتحدة الموجودة أصلاً لحماية الدول والشعوب وتنظيم العلاقات بينها، لا تجيز الاحتلال وترفض انتهاك سيادة أي دولة، ولاشك أن أكبر انتهاك لسيادة أي دولة هو أن يستولي الغير على جزء من أراضيها، لأن هذا سيكون مهدداً لأي استقرار يتم الحديث عنه وقد يدفع باتجاه وقوع حروب، مع ما ينتج عنها جراء الإخلال بالقانون الدولي الذي يرفض منح أي شرعية لأي احتلال كان.. وهذا ما ينطبق على الجولان، فبقاء الاحتلال 52 عاماً في الهضبة غير مبرر لسلخ أي متر منه أو العمل على جعل هذا الانتهاك قاعدة عامة.
من جهة أخرى وتحت عنوان “هذا الشيطان”، كتبت صحيفة “الخليج”: “هل تذكرون برنار هنري ليفي الذي يعرّف نفسه بأنه من “الفلاسفة الجدد”، عرّاب الخراب في ليبيا وسوريا وتونس؟ هل تذكرونه وهو يتنقل في بداية ما سُمي “الربيع العربي” من طرابلس الغرب إلى تونس إلى شمال سوريا محرضاً من يسمون أنفسهم بـ “الثوار” أو ” المعارضة” لمواصلة “ثورتهم” لإسقاط دولهم وتدمير مؤسساتها وجيوشها، من دون أن ينسى المرور بميدان التحرير في القاهرة لعله يلوذ بشيء من الغنيمة؟.
وأضافت أنه اليهودي الفرنسي الصهيوني حتى النخاع، والذي يطل كما الغراب ينعق على الجزائر من بعيد، داعياً لخراب بلد عربي آخر، مناشداً الشعب الجزائري أن يواصل التظاهر في الشوارع، ويحقق مبتغاه في أن يُلحق الخراب بالدول العربية واحدة واحدة، من منطلق حقده الأسود على العرب والمسلمين، وبما يرضي أهدافه المسمومة المتطابقة مع الأهداف “الإسرائيلية”.
وذكرت أنه بدأ حياته كصحفي وناشط سياسي، وأخذ يحدد مسيرته السياسية ومواقفه المؤيدة بالمطلق لإسرائيل.. الكارهة للعرب والمسلمين.. مشيرة إلى أنه كتب على حسابه في ” تويتر”: “أدعو الجزائريين إلى مزيد من الاحتجاج لإسقاط النظام.. ” وذلك في محاولة منه لإذكاء نار الفتنة لعله يحقق مآربه ويستكمل مسيرة التخريب التي بدأها.
واختتمت “الخليج” افتتاحيتها بالقول: “أن الشعب الجزائري الذي يرفع في مواكبه الحاشدة العلم الفلسطيني معانقاً العلم الوطني مؤكداً تلاحمه مع القضية الفلسطينية، مردداً هتافاً واحداً ” لا للتدخل الخارجي”، فهو يرد على هذا الحاقد وأمثاله، بأن الشعب الجزائري الذي دفع أكثر من مليون شهيد لإنجاز استقلاله لن يستجيب لمثل هذا الشيطان”.