تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الأحد، ما بين؛ اعتماد دولة الإمارات استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب واتخاذها إجراءات سيادية ضد الدول التي تمول الإرهاب، وفوز “ثندر سنو” أحد خيول جودلفين بكأس دبي العالمي للخيول، إضافةً إلى المسيرات والرسائل التي يرسلها الشعب الفلسطيني إلى العالم من خلال صموده في وجه الاحتلال من أجل استرجاع أراضيه المغتصبة.
فتحت عنوان “الإمارات تتصدى لتمويل الإرهاب”، قالت صحيفة البيان: “إن دولة الإمارات من أولى الدول التي اعتمدت استراتيجية شاملة ومتعددة الجوانب لمكافحة الإرهاب والتطرف، وذلك من خلال محاور عدة، سياسية وأمنية وقانونية ودينية وثقافية وإعلامية واجتماعية وغيرها”.
وأضافت أن دولة الإمارات أصدرت القوانين والتشريعات المعنية بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، كما أصدرت مرسوماً بقانون يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان والمقدسات، ومكافحة كافة أشكال التمييز، ونبذ خطاب الكراهية، وأصدرت لائحة بأسماء التنظيمات الإرهابية شملت أكثر من 80 منظمة إرهابية على مستوى العالم، أظهرت الأدلة والبراهين ممارستها للإرهاب وتبنيها له ..واعتمدت العديد من الإجراءات الوقائية التي تغلق الباب أمام الإرهابيين، مثل تشديد المراقبة، وتجميد العمليات المصرفية والودائع الاستثمارية المشتبه في تمويلها أنشطة الإرهاب، وتحديث آليات المراقبة على منافذ الحدود والجمارك، وغير ذلك من الإجراءات.
وذكرت الصحيفة أن الإمارات تعود لتؤكد دعوتها المجتمع الدولي والأمم المتحدة لمحاسبة الدول التي تموّل الإرهاب، وذلك في بيان الدولة في جلسة مجلس الأمن حول منع ومكافحة تمويل الإرهاب، التي ترأسها جون إيف لودريان، وزير خارجية فرنسا، حيث تم خلالها اعتماد القرار 2462 الذي تقدمت به فرنسا وشاركت دولة الإمارات في رعايته، ويطالب القرار الدول الأعضاء باتخاذ المزيد من التدابير لمنع ومكافحة تمويل الإرهاب.
واختتمت بالقول: “إنه إزاء فشل مجلس الأمن في محاسبة الدول التي تمول الإرهاب اتجهت دولة الإمارات إلى اتخاذ إجراءات سيادية ضد الدول التي تمول الإرهاب، وأكدت الإمارات أهمية النظر في كيفية الحد من تمويل التطرف، لا سيما عبر وسائل الإعلام”.
من جانبها، وتحت عنوان “الفوز الكبير”، قالت صحيفة الاتحاد: “إن الرياضة في أجندة هذا الوطن ليست مجرد فوز ومنافسات وتنظيم بطولات، ولكنها رسالة تحمل الكثير من قيم المحبة التي تعكس نهج دولة عنوانها التسامح وشعارها السعادة وطريقها القمة”.
وأضافت أن كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، في قصيدته الأخيرة عن كأس دبي العالمي جاءت لتؤكد كل هذه المعاني الاستثنائية عندما قال: « لا أرىَ الــفـوزَ أنْ نـفـوزَ بـكـأس مــعَ أنِّــي خـيلي مـداها الـرِّياحُ فـحـضورُ الـضُّـيوفُ فــوزٌ كـبـيرٌ هُــــوَ فــــوزٌ قـلـبـي لـــهُ يــرتـاحُ ».
وأكدت الصحيفة أن الانتصار الحقيقي الذي يسعد القلوب هو فرحة اللقاء واحتضان العالم من مختلف الجنسيات ومد جسور التواصل والتلاقي بين الشعوب، مشيرة إلى أنه أمام لوحة استثنائية اكتملت كل عناصر الفخر والنجاح، بالحدث والإنجاز عندما أضافت الإمارات فصلاً جديداً في تاريخ سباقات الخيول بفوز “ثندر سنو” من خيول جودلفين بالكأس الغالية بعد منافسة مثيرة في الأمتار الأخيرة ليصبح أول جواد يتوّج باللقب مرتين متتاليتين في تاريخ كأس دبي العالمي.
ووذكرت أنه من قصة الحب الأولى بالفرس “أم حلج” عندما عالجها من إصابة في ساقها، كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أجمل فصول الإبداع في ميادين الخيول بأفكاره ورؤيته ومبادراته وإنجازاته حتى وصل للمركز الأول، وكما يقول سموه في كتاب قصتي : «تعلمت من خيلي أنه عندما تحب شيئاً واصل فيه حتى النهاية .. عندما تريد إنجازاً أعطه كلك، ولا تعطه بعضك، إلا إذا كنت تريد نصف إنجاز، أو نصف انتصار».
واختتمت بالقول: “إن هذا الوطن يحب كل شيء يقود إلى القمة، ولذلك يعمل بإخلاص ويخطط بإتقان ويتقدم بثبات وينطلق بقوة وينتصر بفخر في كل التحديات وهذا هو الفوز الكبير”.
من ناحيتها، وتحت عنوان “رسائل فلسطينية”، قالت صحيفة الخليج: “إن فلسطين، كل فلسطين، من جنوبها في القطاع، إلى شرقها في الضفة، إلى قلبها في القدس، إلى شمالها في الجليل، كانت يوم أمس على أمل يتجدد بحتمية الانتصار، وعلى صمود لا يلين في وجه الاحتلال الغاشم، وعلى إرادة تتوقد مع الأجيال، وعلى عين تواجه المخرز وتنتصر عليه، وعلى أكف تحمل الحجارة والمقاليع فترمي العدو وتصيبه بالهلع، وعلى طائرات الورق التي تتفوق على «الإف 16» وهي ترمي حجارة من سجيل تشعل الأرض تحت أقدام عدو يختبئ وراء جدران وسواتر”.
وأكد أن الشعب الفلسطيني أثبت أمس بمسيراته التي انطلقت في كل مكان وكل اتجاه، يتحدى الاحتلال المدجج بالسلاح وكل وسائل القوة العاتية، بالصدور العارية، أنه ابن هذه الأرض وهو وحده من يستحقها، في زمن تداس فيه الحقوق وتعلق العدالة على مشنقة الإفك والتزوير والعنصرية ..مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني قال أمس كلمته بالمسيرات المليونية الغاضبة على امتداد أرضه التاريخية، ووجه رسائله في كل الاتجاهات.
وذكرت أن من هذه الرسائل، رسالة للعدو الغاصب أكد فيها أن فلسطين أرضه، ولن يتنازل عن ذرة تراب منها، أو عن حجر طاهر في المدينة المقدسة، ولن يساوم على حق، وأنه لا القتل ولا المجازر ولا الحصار ولا الاستيطان يمكن أن تهز عزيمته أو تفت من عضده وإصراره على المقاومة، وأن من صمد وقاوم لأكثر من مئة عام لن يستقيل من مهمة مقدسة نذرت الأجيال نفسها لها ..ورسالة إلى المسؤولين العرب المجتمعين في قمتهم بتونس تقول إن فلسطين وفي قلبها القدس أمانة مقدسة نذود عنها بالأرواح ولن نبخل عن تقديم القرابين من أجلها، قدمنا في مسيرة الصراع مئات آلاف الشهداء وسنقدم المزيد لأننا ولدنا من أجلها ونموت من أجلها، فافعلوا ما شئتم واتخذوا ما يناسبكم من قرارات ومواقف، وطبعوا كما يحلو لكم، لكن هذا لا يعنينا، فنحن على العهد أوفياء أن نظل حراساً لفلسطين والأقصى.
وأكملت الصحيفة رسائل الشعب الفلطسيني، تقول: “ورسالة إلى الولايات المتحدة تؤكد أن القوة لا تصنع حقاً ولا تغير التاريخ، إنما تزوره وأن كل الجبروت والعتو وكل أسلحة العدوان والقهر لاقت الهزيمة في نهاية المطاف أمام إرادة الشعوب وقوة الحق والحقيقة ويمكن لهذه الإدارة أن تتخذ ما تشاء من قرارات تؤيد العدوان والاحتلال، لكنها لن تستطيع تكريسها كأمر واقع ..ورسالة أخيرة من الشعب الفلسطيني إلى العالم، يؤكد فيها أن ما من حق ضاع ووراؤه مُطالب، وأن العالم إذا لم يدافع عن الحق والعدالة ويحمي الضعفاء من جور الأقوياء وعسفهم وجبروتهم، ويحمي المواثيق والشرائع التي وضعها، هو عالم تنقصه قيم الإنسانية، ويحتاج إلى مراجعة أخلاقية”.