يهدف اليوم العالمي للتوحد، الذي يصادف الثاني من إبريل، إلى التعريف بهذا المرض وضرورة التوعية به، وتبدأ كل دول العالم في الاحتفال بهذا اليوم من خلال إضاءة بعض معالمهم الشهيرة باللون الأزرق، فضلًا عن العديد من الفعاليات الأخرى.
والجمعية العامة للأمم المتحدة هي صاحبة تسمية هذا اليوم منذ عام 2007، وهو أول يوم عالمي يخصص لمرض التوحد، ويراه البعض محزنًا بينما يراه أخرون بأنه ثمرة علاج لهذا المرض.
وتم إطلاق مبادرة الإنارة الزرقاء بالإنجليزية “ Light It Up Blue“ التي يتم الاحتفال بها سنويًا في مثل هذا اليوم، حيث أعلنت منظمة التوحد التي تُعد أكبر منظمة متخصصة في علوم التوحد والدفاع عنه، عن إطلاق حملة “الإنارة الزرقاء” في عام 2010.
وأنارت معالم بارزة في جميع أنحاء العالم، الأضواء الزرقاء الساطعة، بما في ذلك مبنى إمباير ستيت في مدينة نيويورك وبرج ويليس في شيكاغو جنبًا إلى جنب مع برج سي إن في تورنتو وبرج المملكة في المملكة العربية السعودية، وكذلك المطارات والجسور والمتاحف وقاعات الحفلات الموسيقية والمطاعم والمستشفيات ومتاجر البيع بالتجزئة في أمريكا.
وفي الإمارات، تحتفي وزارة تنمية المجتمع، باليوم العالمي للتوحد حيث تنظم 14 فعالية مجتمعية تحت شعار “التقنيات المساعدة.. مشاركة فعّالة”، في جميع إمارات الدولة طوال شهر أبريل الجاري.
وأوضحت أن المباني التي ستضاء باللون الأزرق ستكون جزيرة العلم في الشارقة، قلعة المربعة في عجمان، كما ستضاء قلعة الفجيرة، وجامعة أبوظبي وملعب هزاع بن زايد بمدينة العين، فيما ستحتفي أم القوين باليوم العالمي للتوحد بإضاءة مباني: مسجد الشيخ زايد، مبنى البلدية، دوار الساعة، ودوار السلمة.
واجتاح وسم “#اليوم_العالمي_للتوحد” موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، حيث شارك فيه آلاف المغردين، وقالت إحداهن “دعني أسمعُ صوتَكْ فرحي الأجملُ أنتَ”، وأضافت أخرى “أطهر خلق ربي تقدري تقولي ملاك على هيئة إنسان”.
من جانبه نشر مطار الملك فهد الدولي في حسابه الرسمي على “تويتر”، بهذه المناسبة، عددًا من النصائح المهمة لتوفير بيئة سفر مريحة للطفل المصاب بالتوحد ومنها “تهيئة الطفل بمشاركة عدد من الصور للمطار ومرافقه، والتواجد قبل الرحلة بوقت مبكر، وتوفير عدد من الألعاب المناسبة، واستخدام نبرة منخفضة في الحديث، ومعرفة أسلوب الطفل في التواصل، واختيار مقعد مناسب للطفل في الطائرة.
ويعرف مرض التوحد أيضًا باسم الذاتوية، أو اضطراب التوحد الكلاسيكي. ويستخدم بعض الكتّاب كلمة “توحد أو ذاتوية” عند الإشارة إلى مجموعة من اضطرابات طيف التوحد أو مختلف اضطرابات النمو المتفشية، وهو اضطراب النمو العصبي الذي يتصف بضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وبأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة. وتتطلب معايير التشخيص ضرورة أن تصبح الأعراض واضحة قبل أن يبلغ الطفل من العمر ثلاث سنوات.
ويؤثر التوحد على عملية معالجة البيانات في المخ وذلك بتغييره لكيفية ارتباط وانتظام الخلايا العصبية ونقاط اشتباكها، ولم يفهم جيدًا كيف يحدث هذا الأمر. ويعتبر التوحد أحد ثلاثة اضطرابات تندرج تحت مرض طيف التوحد (ASDs)، ويكون الاضطرابان الثاني والثالث معًا متلازمة أسبرجر، التي تفتقر إلى التأخر في النمو المعرفي وفي اللغة، وما يعرف باضطراب النمو المتفشي، ويختصر عادة باسم PDD NOS ويتم تشخيصه في حالة عدم تواجد معايير تحديد مرض التوحد أو متلازمة أسبرجر.
ويصاب بمرض التوحد حوالي 1-2 من كل 1000 شخص في جميع أنحاء العالم، ويصاب به الأولاد 4 مرات أكثر من البنات. وأفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها(CDC) أنه تم إصابة 1.5% من أطفال الأمم المتحدة ( واحد من كل 68) بالتوحد، وذلك اعتبارًا من عام 2014، بزيادة بلغت نسبتها 30% عن عام 2012، حيث كان يصاب فرد من كل 88. ولقد زاد عدد المصابين بالمرض بشكل كبير منذ الثمانينات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التغيرات التي حدت في تشخيص المرض، وإلى الحوافز المالية التي خصصتها الدولة لتحديد أسبابه.