رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

ليبيا وأفاعي قطر.. أبرز عناوين صحف الإمارات الصادرة صباح الأحد

شارك

 

تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الأحد، ما بين؛ المطالبة الدولية والعربية بعدم تدخل إيران في شؤون الغير، ودعم الميليشيات الإرهابية لزعزعة أمن واستقرار الدول العربية، و”صفقة القرن” المزعومة لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، إضافةً إلى المشهد الليبي والدعوات الدولية للجوء للحل السياسي حفاظًا على مصلحة ليبيا واستقرارها.

 

فتحت عنوان “جيش إرهابي”، قالت صحيفة “الاتحاد”: “برغم المطالبات الدولية والعربية لإيران على مدى عقود بعدم التدخل في شؤون الغير، ودعم الميليشيات الإرهابية في الدول العربية، لم تجد تلك المطالبات أي تجاوب من نظام طهران، بل استمر في إذكاء الطائفية والفتنة وإشعال فتيل الصراع والأزمات والحروب”.

 

وأضافت أن المنظمات الأممية سجلت بشكل متواصل وجوداً لقوات إيرانية في مناطق النزاع بالعراق وسوريا واليمن وغيرها، وهذه حقائق لا تحتاج إلى إثبات، فدعم طهران للميليشيات الإرهابية هو ما يمكنها من أن تعيث فساداً في الأرض، وتسلب السلم من المجتمعات، وتتمرد على الشرعية في الحكم.

 

وأشارت إلى أن ممارسات الحرس الثوري الإيراني تلك، ستجعل منه أول جيش دولة تصنفه الولايات المتحدة الأميركية على أنه منظمة إرهابية، في قرار يتوقع أن تعلنه واشنطن يوم غد الاثنين، بعد أن فشلت سياستها بفرض العقوبات الاقتصادية على نظام طهران وانسحابها من الاتفاق النووي الدولي معها، في تحقيق الهدف المتمثل بلجمها عن التدخل في شؤون الآخرين.

 

وقالت الصحيفة في ختام افتتاحيتها: “إن الأمر لا يحتاج كل هذا التعنّت الإيراني خلف أفكار توسعية لا يمكن أن تنجح في تحقيقها، خاصة أن أداتها الرئيسة المتمثلة بخلق صراعات ونعرات طائفية بين أبناء البلد الواحد، أضحت مكشوفة بعد أن تسببت في إراقة الكثير من الدماء البريئة”.

 

من ناحية أخرى، وتحت عنوان “صفقة نتنياهو”، أكدت صحيفة “الخليج” أن التسوية المفترضة التي وعد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض، التي أطلق عليها صفقة القرن لحل الصراع الفلسطيني “الإسرائيلي”، ليست في الحقيقة “صفقة” أمريكية، إنها صفقة “إسرائيلية” بامتياز يتم الترويج لها وتجهيزها من خلال الإدارة الأمريكية، باعتبارها القوة الوحيدة القادرة على فرضها.. لافتة إلى أنه تم تأجيل إعلانها أكثر من مرة تلبية لطلب نتنياهو بعد أن وضع تعديلات أساسية عليها تلبي مطالبه بحيث أصبحت تحمل بصماته.

 

وأشارت إلى أن صاحب الصفقة هو بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة “الإسرائيلية”، وهو الذي وضع خطوطها العريضة والوحيد على ما يبدو الذي يعرف تفاصيلها خارج الفريق الأمريكي الذي يتولى الترويج لها، والذي يقوده جاريد كوشنر صهر ترامب ومستشاره لشؤون المنطقة.

 

وذكرت أن نتنياهو – العارف بالصفقة – كشف عن بعض مضمونها، وهي تلبي كل المطالب “الإسرائيلية”، وتحرم الفلسطينيين من أي حق لهم، بانتظار إعلانها رسمياً بعد الانتخابات “الإسرائيلية”، وعلى الأرجح في ذكرى النكبة يوم 15 مايو المقبل، كما تشير معلومات المصادر “الإسرائيلية” المطلعة، وهو اختيار أمريكي – “إسرائيلي” يُقصد به استكمال قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لدويلة الاحتلال، واعتبار أن ذكرى اغتصاب فلسطين بالنسبة للفلسطينيين والعرب، هي ذكرى تكريس الاحتلال واستكمال خطوات “استقلال إسرائيل”، تماماً كما كان افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة في ذكرى يوم النكبة من العام الماضي.

 

ورأت أن ما كشف عنه نتنياهو لصحيفة “إسرائيل اليوم” حول مضمون “الصفقة” يؤكد أن الفلسطينيين والعرب لن يكون لهم نصيب فيها، فالقدس سوف تبقى “عاصمة أبدية” لدويلة الاحتلال، و”من يعتقد أنه سيكون هناك دولة فلسطينية تغلف “إسرائيل” من الاتجاهين فإننا نبلغه أن هذا الأمر لن يحدث”، ويضيف: “هناك ثلاثة مبادئ في الصفقة، هي عدم اقتلاع أي مستوطن، أو أية مستوطنة، وإبقاء السيطرة في يد “الإسرائيليين” على كل المنطقة غرب الأردن، أي أن البقاء هناك دائم”.

 

وقالت إن مختصر ما أعلنه نتنياهو، أن لا دولة فلسطينية، وبالتالي لن تكون القدس عاصمة لهذه الدولة، وأن المستوطنات باقية في الضفة الغربية، وأن منطقة الأغوار ستبقى تحت سيطرة “إسرائيل”، بمعنى أن كل الضفة الغربية لن تعود إلى الفلسطينيين، بل هو يرى في الانقسام الفلسطيني مصلحة “إسرائيلية”، ويرفض عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، لذا هو يشجع “حماس” على الانفصال، ويرى في المال القطري الذي يسهل دخوله إلى القطاع تثبيتاً للانقسام وتشجيعاً على استدامة الهدوء!.

 

 وتساءلت “الخليج ” في ختام افتتاحيتها: “ماذا أعد الفلسطينيون والعرب لمواجهة “الصفقة” عند إعلانها؟ وهي التي تنسف كل مرتكزات القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وتلغي كل مضامين “مبادرة السلام العربية”، وتتجاوز المقررات الأخيرة للقمة العربية التي عُقدت في تونس، التي تؤكد عروبة القدس، وقيام الدولة الفلسطينية والانسحاب من كل الأرض العربية، وتكرّس الاحتلال أمراً واقعاً، وتشرع الاستيطان، وتعلن تصفية القضية الفلسطينية.. مضيفة وهل حسب القادة العرب في قمتهم الأخيرة حساباً لما هو آت من واشنطن في مقبل الأيام؟” .

 

وحول قضية أخرى، وتحت عنوان “ليبيا وأفاعي قطر”، قالت صحيفة “البيان”: “إن ليبيا تعيش لحظات تاريخية حاسمة تحاول فيها أن تحقق أمنها وتقضي على براثن الإرهاب الذي غزا أرضها في أعقاب ما سمي بـ “الربيع العربي” المدمر، والذي كانت ليبيا من أكبر ضحاياه”.

 

وأضافت أنه بعد ثماني سنوات من المخاض السياسي والعسكري، آن الأوان لتطهير البلاد من عصابات الإرهاب التي اتخذت من ليبيا بؤرة لها بعد هزيمتها في مناطق أخرى وطردها منها، وعلى مدار السنوات الماضية تكشف الكثير من دور تنظيم الحمدين القطري في دعم الجماعات المسلحة والمتطرفة في ليبيا، وتدفق مليارات الريالات القطرية، التي حرم النظام القطري شعبه منها ليمنحها للإرهابيين والمرتزقة ليدمروا بها أوطاننا العربية ويزرعوا الدمار والخراب فيها، وكم من الفضائح تكشفت عن الدور القطري في ليبيا منذ بداية أزمته، وكم من السموم بختها أفاعي الإعلام القطري المأجور للإرهاب والتطرف ضد استقرار ليبيا، ومن أجل التحريض على الفتنة وإشعال الحرب والصراع هناك، حتى لا يهدأ هذا البلد العربي الشقيق ولا ينعم بخيراته، بل ليكون بؤرة لنقل الإرهاب لجيرانه.

 

وذكرت الصحيفة في ختام افتتاحيتها أن تحركات الجيش الوطني الليبي تمهد لسحق الجماعات الإرهابية، الطريق لحل سياسي في البلاد، بعد أن أصبحت الجماعات الإرهابية المسلحة والممولة من قطر وغيرها، تشكل عقبة رئيسية أمام عودة الاستقرار إلى ليبيا، وتهديداً حقيقياً لوحدتها وسيادتها الكاملة على أراضيها.

 

وحول الموضوع نفسه، وتحت عنوان ” ليبيا تحتاج توافقاً لتلافي الأخطر”، كتبت صحيفة ” الوطن”: “رغم التشظي والتشرذم، فقد بينت الكثير من الأزمات المتسارعة، أن الخلافات الداخلية تحتاج مواقف تتجه لإنجاز حلول سياسية تستند إلى توافقات بهدف تجنيب البلدان أي مضاعفات خطيرة قد ترمي بها في المجهول، وتكون المعاناة والضعف النتيجة الوحيدة لغياب تلك التفاهمات الواجبة والتي لا تحتمل أي حل بديل”.

 

وأشارت إلى أن ليبيا تقدم نموذجاً تاماً حول هذا الأمر، فأي لجوء إلى الاقتتال الداخلي بهدف إنجاز ما يعتبره أي طرف حلاً لن يكون في صالح ليبيا، بل على الأغلب سيفتح مرحلة جديدة أشد عنفاً وتيهاً وفوضى، لأنه كما توجد دعوات صادقة لضرورة الحل السلمي للخلافات الداخلية، توجد كذلك أنظمة وجماعات إرهابية وأصولية ومتشددون يقفون بالمرصاد بانتظار أي فرصة يجدون فيها وسيلة للتدخل والعمل على تحقيق مكاسب تخدم أجندات وأهداف مبيتة لا يهمها سلامة ليبيا وشعبها، وإنما هدفها تطويع ليبيا والزج بها في لعبة الأجندات التدميرية المعروفة، ومن هنا لا بد من حوار داخلي لا غنى عنه، لأن التفاهمات على النقاط الرئيسية يمكن أن يتم من خلالها الوصول إلى طريقة لإنجاز آليات العمل.

 

وأكدت أن الدول الحريصة على مصلحة ليبيا واستقرارها سواء لتجنيب شعبها المزيد من المعاناة، أو لما يعنيه أمنها وسلامتها من ضرورة للمجتمع الدولي، وخاصة الإمارات، سارعت للتحذير من مغبة التصعيد وما يحمله من تهديدات ومخاطر، وحث جميع الأطراف على عدم الانجراف إلى حل عسكري، لأن إنهاء أزمات ليبيا لا يمكن أن يكون عبر الاقتتال بين الأطراف الداخلية، والبيان المشترك الذي أصدرته الإمارات وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وأمريكا، كان واضحاً من حيث القلق تجاه الأحداث المتسارعة التي تشهدها ليبيا.

 

واختتمت صحيفة “الوطن” افتتاحيتها بالتأكيد على ضرورة إدراك كل جهة داخلية في ليبيا أن الحل يكمن بتغليب المصلحة الوطنية فوق أي اعتبار آخر، مشيرةً إلى أن الدول لا تقوم على التشظي والانقسامات ولا الاعتماد على المليشيات، بل على توافقات ومؤسسات دولة للجميع وتجمع جميع الأطراف على تفاهمات تخدم مستقبل الشعب الليبي، مضيفة “عسى أن يعتبر المعنيون في ليبيا من تجارب الآخرين”.

مقالات ذات صلة