تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الخميس، ما بين؛ مبادرة “سباق سقيا الأمل”، ودخول قرار مجلس الوزراء بشأن إصدار وتنظيم تأشيرات رواد الأعمال لمدة خمس سنوات حيز التنفيذ الفعلي، إضافةً إلى تسليط الضوء على المسعى الأمريكي لاعتبار تنظيم “الإخوان المسلمين” تنظيمًا إرهابيًا.
فتحت عنوان “سقيا الأمل والعطاء”، أكدت صحيفة “البيان” أن دولة الإمارات نشأت وتأسست على المبادئ والقيم الإنسانية، وكان العطاء الإنساني ولايزال نهجاً أساسياً لدى حكومة وشعب الإمارات، توجّه به القيادة الرشيدة، وتحفز الأفراد والمؤسسات على القيام به داخل وخارج الدولة.
وقالت الصحيفة: “ها هي مبادرة جديدة من مبادرات العطاء الإنساني، وهي “سباق سقيا الأمل” أحد المشاريع الإنسانية لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي تهدف إلى لفت النظر لمشكلة شح المياه الصالحة للاستخدام البشري في العالم.. وهذه المبادرة تدعو لها القيادة الرشيدة كتحدٍّ إنساني نبيل، يحمل رسائل قيمية تعزز مفهوم العطاء وصناعة الأمل، كما ترسّخ قيم التضامن والتعاطف الإنساني ومد يد العون للبشر، فالماء عصب الحياة، ومن دونه لا تكون هناك حياة، فما بالنا بأكثر من عشرة في المئة من البشر لا يجدون الماء الصالح للشرب”.
وأشارت في هذا الصدد إلى ما أكد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” بقوله: ” في كل إنسان بذرة خير وعطاء ورحمة.. والهدف أن يحس الجميع بقيمة الماء .. وصعوبة الحصول عليه لمئات الملايين من البشر .. وأن التحرك ولو بشيء بسيط يمكن أن يحدث فرقاً عظيماً في نفوسنا قبل الآخرين”. وأكدت “البيان” أن “سباق سقيا الأمل” بمثابة دعوة إنسانية لمساعدة المحرومين من مياه الشرب في مختلف أنحاء العالم.
من ناحيتها وتحت عنوان “مرحبا بالإبداع”، قالت صحيفة “الإتحاد”: “تمضي الإمارات قدما في اتخاذ القرارات الهادفة إلى استقطاب المواهب والمبدعين من رواد الأعمال في مختلف القطاعات التنموية والاستثمارية، وعلى الأخص في مجال دعم المشاريع والشركات التكنولوجية الناشئة التي أعلنت أبوظبي عن تقديمها أكثر من مليار درهم لها من خلال منصة “هب 71”.
وأضافت الصحيفة: ” تقدم الدولة تسهيلات جاذبة وداعمة لتكون الوجهة الأولى لرواد الأعمال، بعد أن رسّخت نفسها منذ سنوات كحاضنة لشركات ناشئة انطلقت إلى العالمية من أراضيها، ناهيك عما توفره من بنية تحتية وقوانين عمل تمنح مثل هذه الشركات الناشئة معايير منافسة للأسواق العالمية .. وفي سياق هذه التسهيلات، دخل قرار مجلس الوزراء الخاص بإصدار وتنظيم تأشيرات رواد الأعمال لمدة خمس سنوات حيز التنفيذ الفعلي، وتمتد هذه التأشيرات لتشمل الزوج أو الزوجة والأبناء وثلاثة من المديرين التنفيذيين التابعين له، على أن تكون ذات صفة شخصية لدعم استقلاليتهم، وفي هذا حرص إضافي على راحة كل مبدع في أرض الخير والتسامح”.
واختتمت “الاتحاد” افتتاحيتها بالقول: “لطالما مثلت الإمارات مقصداً بل حلماً، للكثيرين من رواد الأعمال والشركات الناشئة عربياً وعالمياً، بعد النجاح الذي شهدته مثيلاتها في الدولة، وعلى الأخص فئة الشباب من رواد هذه الأعمال، وليس أدل على ذلك من نتائج استطلاع الشباب العربي الذي فضّل النموذج التنموي الإماراتي على كثير من الدول المتقدمة”.
من جانب آخر، أكدت صحيفة “الوطن” أن الموقف الأمريكي اليوم يقوم بفرض عقوبات على النظام الإرهابي الأول في العالم، وذراعه المتمثلة في ما يسمى “الحرس الثوري”، وذات الحال بإدراج مفرخة الإرهاب المتمثلة في جماعة “الإخوان المسلمين”، على قائمة الإرهاب، وهو توجه يخدم المسعى العالمي الذي ضاق ذرعاً بنظام عصي على التقويم، وطالما اكتوى من وحشية الإرهاب القذرة والعمليات الجبانة التي أوقعت آلاف الضحايا حول العالم وتتواصل منذ عقود طويلة.
وقالت الصحيفة تحت عنوان “اجتثاث أنظمة وجماعات الإرهاب”: “لاشك أن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، تختصر الزمن عبر قرارات عديدة كان من اللازم أن يتم اتخاذها منذ سنين طويلة، واليوم الحرب على الإرهاب تعتبر حرباً مصيرية للبشرية في مواجهة أحد أخطر الأوبئة التي ترفع شعارات الموت والقتل والعنصرية والتطرف وغيرها، وكان الرهان الذي سبق أن اتبعته إدارة سابقة وبالتحديد خلال حقبة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، أنها اعتقدت بإمكانية احتواء أنظمة تدعم الإرهاب مثل إيران، أو غض الطرف عن محاولات وصول جماعات إرهابية مثل “الإخوان” للسلطة، وكانت الشعارات الفضفاضة أداة لتمرير التساهل مع تحديات لا يجوز السكوت عنها”.
وأضافت: “اليوم الدعوات تتزايد لحشد الجهود ومحاربة هذا الوباء وتجفيف منابع تمويله ووضع حد لما يقوم به كل مراهن وداعم للإرهاب سواء أكان نظاماً على غرار “نظام الملالي”، أو جماعة مثل “الإخوان”، أو غيرهما، لأن التعامل معهما من هذا المنطلق فيه دعم لتسريع تحقيق الأهداف التي يتم العمل عليها من قبل المجتمع الدولي، والدفع باتجاه إنهاء ما تعرض له العالم من ويلات بفعل التطرف والعنف والإرهاب”.
وأوضحت أن دول المنطقة اختبرت طويلًا الإثم الذي تقوم به تنظيمات إرهابية، وكانت جماعة “الإخوان” سبب مآس للملايين من أبناء الشعوب العربية، كما عانت معظم دول المنطقة من التدخل الإيراني في شؤونها، وإرسال المليشيات لكل مكان وجدت إليه منفذاً ودعم التنظيمات الموغلة في الوحشية، ومن هنا فإن التوجه الأمريكي الرادع يخدم المساعي العالمية برمتها للوصول إلى عالم خال من جميع أنواع الإرهاب والتطرف أياً كانت.
وأكدت “الوطن” أن العالم اليوم يركز على قيم المحبة والسلام والتآخي الإنساني، لأنها تحصن العقول والأجيال من الانجراف إلى دوائر الشر، في حين تبقى أنظمة ثانية وأولها إيران، والتنظيمات الإرهابية تحاول المناورة لجر المغيبين وتحويلهم إلى أدوات قتل متنقلة .. وبالتالي فإن القرار الأمريكي بإدراج كل هذه الأنظمة والجماعات في نفس الخانة السوداء قرار هام ويأتي في وقت تحتاجه الجهود العالمية.
بدورها، وتحت عنوان “طيور إيران على أشكالها” قالت صحيفة “الخليج”: “إن المرء لا يجد عناء كبيراً وهو يبحث في سبب، أو أسباب الرفض الإيراني، بعد الرفض التركي لمسعى أمريكا، وربما غيرها في القريب، لاعتبار تنظيم “الإخوان المسلمين” تنظيماً إرهابياً، فليس إلا التماثل المبدئي، وبالتالي القسري والتلقائي تطبيقاً في الوقت نفسه، حين تلتقي الدول والأحزاب على خيار الإسلام السياسي والطرح الديني في السياسة عموماً، ويلفت النظر أن هؤلاء، دولاً وأحزاباً وميليشيات، يرون فشل تجاربهم فيصطنعون عدم الرؤية أو يتعامون، وكأنهم محرومون من البصيرة بعد البصر ..مؤكدة أن العالم المتقدم والمتحرر من هذه الفكرة الضيقة يعيش في واد وهم في واد آخر من العزلة والغفلة سحيق”.
وأضافت الصحيفة: “إدخال الدين في السياسة، كموجه رئيس، ديدن هؤلاء وقد تحول نهجاً حاكماً، واللافت أنهم يتفقون عليه، ويؤيدون بعضهم بعضاً فيه بغض النظر عن اختلاف المشارب والمذاهب، وهم يبادلون ما يمكن تسميته “الدعم الأيديولوجي” في سبيل إنجاح مساعيهم في تثبيت أركان “الإسلام السياسي”، وهي غير القابلة للثبات أو البقاء من واقع التجربة التي هي، في الوصف الأبسط الأدل، خير برهان”.
وأكملت الصحيفة: “في مقام تماثل الرأي والرؤية، لدى التيارات المنتمية لأطروحة الدين في السياسة والإسلام السياسي إلى تلك العلاقة الغريبة، الغامضة والواضحة في آن معاً، بين طهران و”حماس”، فهو السياق نفسه، فمن “حزب الله”، إلى “الإخوان المسلمين”، إلى “حماس”، إلى الميليشيات الحوثية، تقع طيور إيران على أشكالها، والطبيعي أن تقع، وغير الطبيعي ألا تقع”.
وقالت “الخليج” في ختام افتتاحياتها: “إذا كان “ظريف” السياسة الخارجية الإيرانية قد صرح، بعد عشاء مع أمير قطر، برفض طهران السعي الأمريكي لاعتبار تنظيم “الإخوان المسلمين” تنظيماً إرهابياً، فإن الحكاية هنا أيضاً تعيد الحكاية أو تستعيدها: طيور إيران على أشكالها، في المستنقع ذاته، مستنقع الفتنة والتفرقة والشر والتخلف والفراغ”.