متابعة- يوسف اسماعيل
تعد جزيرة الأفاعي في البرازيل واحدة من أغرب الأماكن في العالم، إذ تعد الموطن الوحيد لفصيلة ثعابين Bothrups insularis المعروفة باسم أفعى رأس الرمح الذهبية. وتتميز هذه الجزيرة بعدم وجود أي كائن حي آخر يمكنه العيش عليها، فهي تقع على بعد 32 كيلومتراً من الساحل الجنوبي للبرازيل وتحتوي على قرابة 3000 ثعبان سام، وهو العدد الذي بقي من قرابة نصف مليون ثعبان استعمرت الجزيرة قديماً.
تعتبر أفعى رأس الرمح الذهبية أكثر الثعابين سُمّية في قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية، وتوجد فقط في هذه الجزيرة النائية. وتحتوي هذه الجزيرة على منارة وحيدة تستخدم لإرشاد السفن في حالات الضباب الكثيف، ويقال إن حراس المنارة يفرون من خدمتهم بعد أن تهاجمهم الثعابين بهجوم منظم وشامل بهدف طردها.
ومن بين التفاسير الشائعة لغرابة طبيعة هذه الجزيرة، أن هذه الفصيلة من الثعابين نجت بعد العصر الجليدي؛ لأن الجزيرة معزولة تماماً، ولم تكن هناك حيوانات أخرى في سلسلة الغذاء تتغذى عليها.
تم إغلاق جزيرة الأفاعي النائية حماية لهذا النوع النادر من الأفاعي، واتقاءً لخطرها الذي لا يمكن التنبؤ به. ومع ذلك، تبقى هذه الجزيرة مصدر إثارة للفضول والتساؤلات حول كيفية تكوين هذا النظام البيئي الفريد وكيفية تأقلم الثعابين على هذه الظروف القاسية. إن زيارة هذه الجزيرة يعد مغامرة خطرة للغاية، ولكنها تعتبر فرصة فريدة لمحبي الطبيعة والحياة البرية للتعرف على هذا النظام البيئي النادر والغريب.
بالإضافة إلى كونها موطنًا لأفعى رأس الرمح الذهبية، تضم جزيرة الأفاعي أيضًا بعض النباتات النادرة والتي تتواجد فقط في هذه الجزيرة. ومن أجل حماية هذه النباتات والثعابين، أغلقت السلطات البرازيلية الجزيرة عن الزوار والسياح، ولا يسمح لأي شخص بالدخول إليها إلا بتصريح خاص ومرافقة مرشد محترف.
وتشكل الأفاعي في الجزيرة خطرًا على الحياة البرية وعلى البشر أيضًا، حيث يُعتقد أن لسموم هذه الثعابين تأثيرًا شديدًا على الجسم البشري، قد يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.
يتميز جزيرة الأفاعي بمناظر طبيعية خلابة وجذابة، وتحتوي على شواطئ رملية بيضاء ومياه صافية ونقية، وتعتبر هذه المناظر من بين أجمل المناظر الطبيعية في البرازيل. ولكن بالطبع، يجب توخي الحذر الشديد عند الاقتراب من الجزيرة وعدم التعرض لخطر الثعابين السامة التي تعيش فيها.
في النهاية، تظل جزيرة الأفاعي موطنًا لأنواع نادرة وفريدة من الحياة البرية، وتعتبر مكانًا مثيرًا للاهتمام والفضول بالنسبة للعلماء والمحبين للحياة البرية، ولكنها تبقى مكانًا خطرًا وغامضًا يجب تجنبه للحفاظ على السلامة العامة.