رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

تعرف إليها.. رحلة مثيرة للبحث عن حياة خارج كوكب الأرض

شارك

متابعة- يوسف اسماعيل

 

منذ اكتشاف مركبة الفضاء “كاسيني” لأعمدة الجليد المائي التي تندفع من قمر إنسيلادوس، أصبح الاهتمام بفهم هذه الظاهرة واستكشاف محيط القمر أمرًا حيويًا. ولذلك، قدم العالم ريتشارد ماتيس وفريقه البحثي من جامعة كاليفورنيا دراسة مبتكرة تهدف إلى تجسيد هذا الاكتشاف.

 

تم تنفيذ محاكاة دقيقة لعملية هبوط على قمر إنسيلادوس، حيث تم استخدام مدفع غازي لإطلاق جزيئات الجليد على لوح معدني بسرعة تصل إلى عدة كيلومترات في الثانية، وهذا يشابه الطيران الفضائي عبر الأعمدة الثلجية على سطح القمر. وقد أظهرت النتائج أن المركبة الفضائية “كاسيني” يمكنها التقاط ما يكفي من المواد العضوية أثناء هبوطها بسرعات تصل إلى 3 كيلومترات في الثانية. وهذا يعني أنه يمكن للمركبة الفضائية أن تحمل موادًا تفيد في دراسة وجود الحياة، مثل الأحماض الأمينية والسكريات.

 

وفي ضوء هذه الاكتشافات، يؤكد العالم ماتيس أن الجزيئات العضوية يمكن أن تنجو من الصدمات التي تحدث أثناء الهبوط، وهذا يعني أنه يجب أن نكون قادرين على كشف علامات وجود الحياة، مثل الأحماض الأمينية، على قمر زحل إنسيلادوس. ويعد ذلك تحديًا كبيرًا، حيث يجب على المركبة الفضائية عبور القمر بسرعة عالية دون تدمير الدليل على وجود الحياة.

 

ومع ذلك، تنطوي هذه المهمة على العديد من التحديات التقنية. فعلى سبيل المثال، يجب تصميم مركبة فضائية تتحمل السرعات العالية وتستطيع العبور عبر الأعمدة الجليدية دون أن تتضرر. كما يلزم تطوير أدوات ومعدات متطورة للتحليل العضوي واستكشاف البيئة الجليدية.

 

تعتبر محاكاة الهبوط على قمر إنسيلادوس خطوة مهمة في تحقيق هذا الهدف العلمي الرائع. فهي تساعدنا على فهم كيفية استكشاف المحيط المجهول الذي يحتمل أن يكون مليئًا بالأسرار الحياة في الفضاء. وبالتالي، يمكن لهذه الاستكشافات المستقبلية أن تفتح آفاقًا جديدة في فهمنا للكون وإمكانية وجود الحياة في أماكن لم نكن نتوقعها.

 

على الرغم من أن مهمة استكشاف قمر إنسيلادوس لا تزال تحتاج إلى المزيد من البحث والتطوير، إلا أن الدراسة المذكورة تمثل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح. فإذا تمكنا من تطوير مركبات فضائية تستطيع العبور عبر الأعمدة الثلجية وجمع العينات العضوية بسلام، فقد نكتشف أدلة أكثر قوة وواضحة على وجود الحياة في الفضاء.

 

بالإضافة إلى ذلك، قد تكون دراسات قمر إنسيلادوس ذات أهمية كبيرة في فهمنا للمحيطات الجليدية الموجودة على الأرض، مثل المحيط القطبي الجنوبي. فقد توفر لنا هذه الدراسات نظرة مثيرة وثاقبة عن تكوين وتطور الأنظمة البيئية في بيئات قاسية ومتطرفة، وتساهم في تعزيز فهمنا لحياة الكائنات الحية وتأقلمها في ظروف غير متوقعة.

 

في النهاية، فإن استكشاف قمر إنسيلادوس ومحيطه الجليدي يمثل تحديًا علميًا مثيرًا ومهمًا. إن البحث والتجارب المستمرة في هذا المجال يمكن أن تفتح أفاقًا جديدة في علم الفلك وعلم الحياة، وتساهم في توسيع معرفتنا بالكون ومكاننا فيه. وربما، في يوم من الأيام، ستكشف مركبة فضائية عن أسرار مذهلة وتؤكد وجود الحياة في أماكن لم نكن نعتقد أنها قد تدعمها.

 

مقالات ذات صلة