متابعة-جودت نصري
لسبب ما، يُنظر إلى رسم المنظور على أنه تدخل متطور في الجانب الممتع من الرسم الهندسي، على الرغم من أن رسم المنظور هو أسلوب رائع لخلق الوهم الخطي للعمق. ومع تحرك الأشياء بعيدًا عن المشاهد، يبدو أنها تتناقص في الحجم بمعدل ثابت. يبدو المربع الموجود في الرسم أدناه ثابتًا وثلاثي الأبعاد بسبب استخدام المنظور.
• الرسم المنظوري ووهم العمق المكاني
الرسم المنظوري هو أسلوب يعطي ثلاثة أبعاد للصور المسطحة، كما أن الرسم المنظوري يعطي وهم العمق المكاني، أو المنظور، للرسومات واللوحات ويجعل العمل يخرج من الصفحة باستخدام خطوط زاوية متقاربة أو متوازية كخطوط رأسية وأفقية .
يؤكد أحد مهندسي موهاب أن المنظور هو أساس العديد من الأعمال الكبرى، بما في ذلك القطع التي كتبها فيليبو برونليسكي (رسومات للآلات، حوالي عام 1430) وليوناردو دا فينشي (منظر وادي أرنو، 1473)، على الرغم من أن برونليسكي يُنسب إليه الفضل في كونه الفنان الأول لإتقان الرسم المنظوري، استمر فنانو الرسم المنظوري على أطروحة ليون باتيستا ألبيرتي De Pictura (في الرسم) من عام 1435 والتي تناولت طرق رسم المنظور، في التأثير على الرسم والهندسة المعمارية في عصر النهضة.
• نوعان للرسم المنظوري
1- المنظور الخطي:
يعتمد المنظور الخطي على الرياضيات والخطوط المستقيمة لخلق العمق. مثلًا عند عمل رسم توضيحي لخط سكة حديد يمتد نحو الأفق، يتم رسم خطوط السكك الحديدية على شكل “V” بدلاً من الخطوط المتوازية، حيث تكون ضيقة باتجاه الخلفية ومغلقة عند الأفق لتوضيح طولها.
2- المنظور الجوي:
يستخدم المنظور الجوي تغيرات الألوان والتظليل لإظهار المسافة والعمق. مثلًأ عند رسم منظر طبيعي تكون فيه الأشجار الموجودة في المقدمة محددة جيدًا ونابضة بالحياة في اللون بينما تبدو الجبال البعيدة أكثر ضبابية وأقل تشبعًا.
• عناصر رسم المنظور
لكي يمكننا استخدام المنظور الخطي والجوي، يجب علينا فهم بعض المصطلحات الفنية المتخصصة :
1. نقطة التلاشي:
في الرسم المنظوري، نقطة التلاشي هي المكان الذي يبدو فيه خطين يلتقيان في المسافة. ففي رسم السكك الحديدية، يكون هناك خطان من المسارات معًا، مما يمثل نقطة لا يمكن للناظر رؤيتها.
2. الأفق:
هي نقطة التقاء السماء بالأرض أو الماء بالأسفل، ويؤثر موضع الأفق في العمل الفني على مكان نقطة التلاشي.
3. نقطة المراقبة:
نقطة المراقبة هي وجهة النظر التي يتم من خلالها ملاحظة المشهد. حيث وجهة نظر العمل الفني، سواء كانت على مستوى رؤية العين أو بالنظر لأعلى أو لأسفل، حيث تحدد نقطة الأفق ارتفاع الأفق.
4. القيم اللونية:
القيمة اللونية أو كثافة اللون، وتكون باعتماد درجات الألوان الفاتحة وصولًا للداكنة التي تؤثر على وهم العمق، خاصة في الرسومات المنظورية الجوية.•
طرق لرسم المنظور
يؤكد المهندس المعماري: في حين أن كل من تقنيات الرسم هذه تعتمد على بعضها البعض، فإنها جميعها تستخدم عوامل مماثلة لإعطاء المنظور للعمل الفني وهناك عدد من الطرق:
1. منظور النقطة الواحدة:
يحصل منظور النقطة الواحدة على اسمه من نقطة التلاشي المفردة الموضحة في العمل الفني. ويمثل صورة لمسارات السكك الحديدية التي تلتقي عند نقطة التلاشي على خط الأفق هي من منظور نقطة واحدة.
2. منظور من نقطتين:
يتميز هذا المنظور الخطي بنقطتي تلاشي، غالبًا على الجانبين المتقابلين من العمل الفني في أقصى اليسار واليمين. على سبيل المثال، إذا قمت برسم صندوق بزاوية، فإن المجموعتين المتعامدتين من الخطوط الأفقية التي تشكل حوافه العلوية تنحسر إلى نقطتي تلاشي مختلفتين.
3. منظور ثلاثي النقاط:
يُسمى أيضًا منظور متعدد النقاط، ويضيف منظور ثلاثي النقاط نقطة تلاشي ثالثة. فإذا قمت برسم برج طويل مثلث الشكل يدويًا بحيث تكون نقطة المراقبة من القاعدة إلى الأعلى، فيمكنك الحصول على إحساس بمنظور ثلاثي النقاط. سيكون الجزء العلوي من البرج، كما يُرى من الأسفل، عبارة عن نقطة تلاشي واحدة، بينما الخطوط من الحواف السفلية للبرج إلى اليسار واليمين ستكون النقطتين الأخريين.
• تحويل رسم ثنائي الأبعاد لرسم مجسم ثلاثي الأبعاد
وفقًا لموقع .johnlovett.com، فلتحويل رسم ثنائي الأبعاد لصندوق بسيط لشكل مجسم ثلاثي الأبعاد:
يتم رسم أقرب جزء من الصندوق وهو الحافة الرأسية الأمامية. أما الحافتان الرأسيتان المرئيتان الأخريان، اللتان تكونان أبعد، فتبدوان أقصر. للعثور على طول هذه الخطوط، نحتاج إلى معرفة مستوى أعيننا بالنسبة إلى الصندوق وأين ستتراجع نقطتا التلاشي على طول خط مستوى العين حتى تتراجع جميع خطوطنا الأفقية، وإذا كان الصندوق مربع وزاوية رؤيتنا له هي ٤٥ درجة، فستكون كل نقطة من نقاط التلاشي على نفس المسافة من الصندوق.