رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة جديدة حول الخلايا المناعية وعلاج أورام الرئة

شارك

متابعة-جودت نصري

البلاعم هي نوع من خلايا الدم البيضاء، وهي جزء من خط الدفاع الأول للجسم ضد العدوى. بالإضافة إلى دورها في قتل الكائنات الحية الدقيقة الضارة، يمكن للخلايا البلعمية أن تبدأ استجابة الجسم ضد الأورام. ومع ذلك، فإن البلاعم، مثل جميع الخلايا الأخرى، تتقدم في العمر وقد تدخل في مرحلة الشيخوخة. قد يكون هذا مرتبطًا بتقدم عمر الشخص أو مرضه أو مشاكل فسيولوجية مختلفة.
في بحث جديد لـ Mayo Clinic، نُشر في مجلة الأبحاث Cancer Cell، اكتشف الباحثون أن البلاعم الهرمة لا تتراكم في الرئة فحسب، بل تعزز أيضًا نمو ورم الرئة.

تحول خلايا الجسم إلى خلايا مسنّة
عندما تصبح البلعميات مسنّة، تتوقف عن التكاثر، إلا أنها لا تموت، ولا يتم التخلص منها دائماً. لذا، تتراكم البلعميات المسنة في بعض الأنسجة وتفرز بعض الجزيئيات الضارّة. لهذا يطلق على الخلايا المسنّة اسم “خلايا الزومبي”. وحتى الآن، لم يستطع العلماء التوصل إلى سبب تحول الخلايا السليمة إلى خلايا مسنة.
وضح د. دارِن بيكر، البيولوجي المتخصص في الخلايا المسنة في Mayo Clinic وكبير المؤلفين أنه “من الناحية النظرية، لم نتوقع وجود احتمالية لأن تتحول البلعميات لخلايا مسنة تتسبب في نمو الورم.. لذا يقربنا هذا البحث خطوة من فهم كيفية تكون الأورام على المستوى الخلوي”.

البلعميات المسنة تكبح الجهاز المناعي
اكتشف د. بيكر وزملاؤه أن البلعميات المسنة قد تمنع الجهاز المناعي من الاستجابة لمنع النمو الشاذ للخلايا. وبالتالي يؤدي هذا إلى تشكل الأورام.
وأوضح د. لويس بريتو، الباحث الرئيسي، وزميل أبحاث ما بعد الدكتوراه، وخريج كلية “مايو كلينك” للدراسات العليا للعلوم الطبية الحيوية: “استطعنا من خلال التجارب والتحليلات المختلفة أن نفرّق بين البلعميات المسنة وغيرها من البلعميات الطبيعية. ووجدنا أنه إذا استطعنا التخلص من البلعميات المسنة بأساليب جينية أو دوائية، فيمكننا تأخير عملية تكون الورم”.
استنتج الباحثون أن الخلايا محتملة التسرطن تتواصل مع الخلايا المحيطة بها بما في ذلك البلعميات. وتحفز الخلايا محتملة التسرطن البلعميات لتتحول إلى خلايا مسنة. بعدها، تساهم الخلايا المسنة في تغيير المنطقة المحيطة لتعزيز نمو الورم.

مثبطات الأورام
في البداية اعتقد الباحثون أن التخلص من الخلايا المسنة سيؤدي إلى زيادة الأورام الغُدّية في الرئة، وهو نوع الورم الذي كانوا يدرسونه. ولكن أظهرت نتائج التجارب الأولية خلاف ذلك.
أوضح د. بريتو “كان الأمر محفزاً، فكلما قمنا بتجربة كانت النتائج عكس توقعاتنا تماماً. إن أزلنا مثبطات الأورام المسنة فمن المتوقع أن تزيد نسبة الأورام. ولكن النتائج أظهرت العكس. فبعد إزالة مثبطات الأورام المسنة، قلت نسبة الأورام”.
عمل الباحثون مع المؤلف المشارك د. هو لي، الباحث في الطب الفردي في Mayo Clinic، وأجروا تسلسل الحمض النووي الريبوزي أحادي الخلية في معمله. ساهم هذا البحث في تحديد البلعميات الرئوية كخلية رئيسية تعزز نمو الأورام. والآن، يعتقد الباحثون أن البلعميات تستجيب لإشارات الخلايا محتملة التسرطن مع بدء تكوّن الورم.
يقول د. بيكر “أعدنا التفكير في فرضياتنا الأولية، فقد تعلمنا الكثير عما يمكن أن تفعله الخلايا. بعدها اتضح لنا كيف يمكن للبلعميات المسنة أن تؤثر على الخلايا الأخرى وعلى البيئة وعلى جهاز المناعة”.

مقالات ذات صلة