رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة.. كثرة لوم الطفل يضره ولا ينفعه

شارك

متابعة-جودت نصري

يرى الكثير من الآباء أن التركيز على لوم الطفل أو توبيخه أو توبيخه بشكل مستمر – ومعاقبته على خطأ ارتكبه، سيساهم في تربيته وتعديل سلوكه، في حين أن هذا السلوك لا يؤثر إلا على المدى القصير، وعلى المدى الطويل يؤثر عليه. يؤدي إلى شعور الطفل بالاستياء، ويصبح أقل تعاوناً وأكثر عناداً تجاهه، وتصبح العلاقة بين الطفل ووالديه سلبية. ومن خلال المنظور العقلاني والتربوي يفقد اللوم والتوبيخ والعنف دوره وهدفه. والآن نبحث عن طرق سليمة للتوبيخ واللوم والعقاب تكون إيجابية وتحقق الغرض منها.

إلقاء اللوم على الطفل يدمر ثقته بنفسه

يحتاج الأطفال إلى التوجيه المستمر، ومن الضروري على الوالدين القيام بذلك من خلال اختيار الطريقة الصحيحة والمناسبة التي تسمح للأطفال بالتعليم والتوجيه.
لكن إلقاء اللوم المستمر على الطفل لا يحقق ذلك؛ بل يجعله يعتقد أن كل ما يفكر فيه أو يشعر به أو يفعله هو خطأ وغير مقبول.
مما يسبب الضعف ويدمر ثقة الطفل بنفسه، رغم محاولاته الدائمة لإسعاد والديه وإرضائهما. ولا يرتكب أخطاء لإزعاجهم.
كما أنه يمنع بناء وتطور ضمير الطفل. التربية الصحيحة تهدف إلى تعليمه اتباع القواعد بعد التفكير، لكن مع تكرار اللوم يختلف الأمر!
سيعتقد الطفل أن عليه أن ينفذ كل الأوامر بشكل أعمى، وأن جميعها صحيحة… دون أن يفكر في عواقبها. مما يمنع تطوره الأخلاقي.
بالإضافة إلى؛ اللوم المستمر يعيق قدرة الطفل على التفكير الموضوعي والانتقاد، ويمنعه من بناء الضمير أو تطويره.

ومع اللوم المستمر تختفي مهارة الذكاء الاجتماعي
فالطفل هنا سيركز دائماً على العقوبة التي سيتعرض لها، ولن يفكر في عواقب السلوك أو الفعل الذي يقوم به.
وهذا يمنعه من تطوير مهارات الذكاء العاطفي الأساسية، بما في ذلك التعاطف والوعي الاجتماعي.
كما يميل هؤلاء الأطفال إلى التمرد وخرق القواعد والقوانين، وقد يرغبون في الشجار مع والديهم أو الانخراط في سلوكيات خاطئة وسلبية.
وقد يحاولون السيطرة على الأطفال والآخرين أو التلاعب بهم، وقد يواجهون مشاكل في ضبط النفس أو التحكم في الغضب.
وكرد فعل على العقاب والأذى النفسي الذي يحدث له، فإنه سيلجأ إلى الكذب على والديه، وسيكون أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات خاطئة مثل السرقة أو القتال.

رعاية الأبوة والأمومة والأبوة الناقدة
رعاية الوالدين والتربية الناقدة، فالأولى تمنح الطفل الحب والحنان والتشجيع والإعجاب وتمنحه الثقة بالنفس.
أما بالنسبة للأبوة الناقدة؛ إنها توجه له الكثير من النقد والتوبيخ والإساءة طوال الوقت.
وكثيراً ما يصل الأمر إلى حد الاستخفاف بالطفل، وهذا يترك أثراً سيئاً في الطفل، يجعله يبتعد عنهم.
والحقيقة أن هذا الطفل الذي يتعرض للكثير من النقد واللوم والتوبيخ، لا يتلقى رسائل تربوية من والديه ولا يستمع إليهما.
بل يفضل عدم الجلوس في مكان يوجد فيه والديه؛ سؤالهم عن سبب عدم تواجد ابنهم في نفس المكان الذي يتواجدون فيه يصبح أغرب شيء.

إلقاء اللوم على الطفل يؤثر على سلوكه

قد يكون الطفل عنيداً في تعامله مع والديه، وأحياناً يبالغ في التصرفات السيئة، كنوع من الانتقام منهم بسبب نظرتهم إليه.
ولهذا يجب على الوالدين الموازنة بين الرعاية والحنان والتحذير اللطيف في التعامل مع الأبناء، وليس اللوم أو الإساءة.
لا تلومه مباشرة عندما ينثر الألعاب. والصحيح أن تتفقي معه على أنك ستحرمينه من الألعاب، ولن تعطيه إلا لعبة واحدة إذا لم يجمعها.
يحدث أن تخرج الأم مع طفلها للتسوق؛ لذلك تخشى أن يضيع. وتهدده بتركه في منتصف الطريق، وأن هناك لصوصًا سيختطفونه.
وهذا الأسلوب في التهديد من الأساليب الخاطئة التي تؤثر على الطفل، ومن الأفضل استخدام أساليب وكلمات أخرى… وهكذا.

ومن الضروري التوقف عن اللوم والتهديد

اللوم أسلوب تربوي خاطئ. اترك لطفلك حرية ارتكاب الأخطاء وتحمل العواقب. الأخطاء هي وسيلة تعليمية.
أسلوب التهديد يعرض الطفل لشعور دائم بالخطر، وكأنه يفقد بوصلته الطبيعية في التمييز بين الفعل الصحيح والفعل الخاطئ.
طريقتك: يفقد الطفل توازنه النفسي وعقليته الناضجة المنظمة، لأنه يتعرض للتهديدات باستمرار ويشعر بأنه مراقب طوال الوقت.
ويجب على الأم أن تحافظ على ثباتها الانفعالي في مواجهة كافة أخطاء أبنائها سواء كانوا صغاراً أو كباراً، وأن تتجنب إلقاء اللوم بشكل مستمر.

مقالات ذات صلة