رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

أي من الوجبات الثلاث في اليوم هي الأهم للطفل؟

شارك

متابعة-جودت نصري

وتشير العديد من الدراسات إلى أهمية الارتباط بتوقيت الوجبات الثلاث، أكثر من نوعية الطعام نفسه. وهذا يعني الالتزام بوقت مبكر لتناول وجبة الإفطار، ثم وقت مناسب لتناول طعام الغداء، وكذلك العشاء، بالإضافة إلى الاهتمام بوجبة الإفطار التي يتناولها الطفل، والتي تمد الجسم بالعناصر التي يحتاجها، خاصة أثناء وقت الدراسة، بشرط أن فيأكل جزءاً منه قبل الذهاب إلى المدرسة، خاصة أنه يأتي بعد فترة طويلة من آخرها. الوجبة التي يتم تناولها هي العشاء. مما يساعد على زيادة النشاط والتحصيل الدراسي. لقاء مع أخصائي التغذية الدكتور محمد مهران؛ لشرح الدراسات التي تشير إلى أهمية الارتباط بتوقيت الوجبات الثلاث أولاً، مع شرح تفصيلي لتأثير وجبة الإفطار على صحة الطفل وعاداته ثانياً، والحديث عن الأنماط الغذائية للطفل.

الأنماط الغذائية للطفل

يحتاج الأطفال إلى الأطعمة المناسبة في الوقت المناسب؛ النمو والتطور والوصول إلى إمكاناتهم الكاملة.
أهم وقت للتغذية الجيدة: هي فترة الـ 1000 يوم التي تبدأ بالحمل حتى يصل الطفل إلى عمر السنتين.
خلال العامين الأولين من العمر، تحمي الرضاعة الطبيعية حياة الأطفال، وتحميهم من الأمراض، وتعزز نمو الدماغ، وتضمن لهم مصدراً غذائياً آمناً.
عندما يصل الأطفال إلى عمر 6 أشهر، يبدأون بتناول أطعمةهم الأولى، ويجب أن يحصل الأطفال الصغار على وجبات غنية، تتكون من مجموعات غذائية متنوعة.
ويجب أن تدرك الأم أن معرفة ما يجب أن يأكله الطفل ومتى وكيفية تقديمه قبل عمر السنتين، هو أكثر أهمية من أي وقت آخر في الحياة.
غالبًا ما يتكون النظام الغذائي للأطفال الصغار من الحبوب، مع كميات صغيرة من الفواكه والخضروات والبيض ومنتجات الألبان والأسماك واللحوم.
يمكن أن تؤدي الأنماط الغذائية السيئة في مرحلة الطفولة المبكرة إلى نقص الفيتامينات والمواد المغذية الأساسية، مثل نقص فيتامين أ، مما يضعف جهاز المناعة لدى الطفل، ويزيد من خطر الإصابة بالعمى، وقد يؤدي إلى الوفاة بسبب أمراض الطفولة الشائعة مثل الإسهال.

دراسة تؤكد: توقيت تناول الطعام أهم من جودته

وجدت دراسة حديثة، نشرتها صحيفة الإندبندنت البريطانية، أنه إذا تخطى الطفل الوجبات اليومية واكتفى بتناول وجبة أو وجبتين فقط، فإن ذلك يجعل الطفل أقل صحة من أولئك الذين يحرصون على تناول ثلاث وجبات بانتظام في أوقات محددة. ومن المفترض أن الطاقة التي يكتسبها الطفل من الطعام تتوزع بالتساوي على عدد الوجبات التي يتناولها على مدار اليوم، والتي يكون الجزء الأكبر منها في وجبة الإفطار، خاصة عندما يذهب إلى المدرسة.
كما أوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بأوقات تناول الوجبات أكثر من أنواع الطعام نفسه. يجب ألا يتجاوز الإفطار الساعة 10 صباحًا – فالأمر يختلف باختلاف وقت الدراسة بالطبع – ويجب أن يكون الغداء الساعة 3 عصرًا، ويجب ألا يتجاوز العشاء الساعة 8 مساءً، على سبيل المثال.
وفي بحث آخر، نشر في المجلة البريطانية للتغذية، أشاروا إلى الآثار التي تنجم عن تعطيل أوقات الوجبات وتناولها في أوقات غير منتظمة.
وهناك احتمال أن يؤدي هذا الاضطراب إلى إصابة الطفل بأمراض مثل: “مرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة”.
كما أجروا المزيد من الأبحاث لاكتشاف العلاقة بين توقيت الوجبة وزيادة الوزن بين الأطفال. يبقى الطفل جائعاً لفترة طويلة، وعندما يأكل تجده يأكل بشراهة وبسرعة. مما يزيد من وزنه.

أهمية وجبة الإفطار

تعتبر وجبة الإفطار وجبة مهمة لصحة الطفل الغذائية، أما سوء التغذية فيؤدي إلى إضعاف الذاكرة وتقليل مستوى الذكاء. ما يؤثر على التحصيل الدراسي.
يجب أن يعتاد الطلاب على تناول وجبة الإفطار في المنزل قبل الذهاب إلى المدرسة. ويفضل التنويع في تحضير طعام الإفطار قدر الإمكان، مع الحرص على الحفاظ على قيمته الغذائية.
ويجب الحرص على عدم نوم الطلاب لوقت متأخر. مما يؤدي إلى الاستيقاظ متأخراً، وبالتالي عدم القدرة على تناول وجبة الإفطار.
ضبط توقيت الإفطار يساعد الطلاب على تنظيم الوجبات الثلاث. وإذا تم إهمالها يصبح الطفل أكثر عرضة للإصابة بالسمنة والشعور بالخمول.
كما أن عدم تناول وجبة الإفطار قد يؤدي إلى التعب السريع، وعدم الرغبة في الدراسة، وعدم الفهم والتفاعل العقلي، والتعب النفسي.

محتويات وجبة الإفطار

يجب أن تحتوي وجبة الإفطار على النشويات والفواكه والبروتينات والخضروات. وينصح بشرب كوب من الماء عند الاستيقاظ، والحرص على شربه أثناء الأنشطة المدرسية.
ويجب على الأم أن تغتنم فرصة عودة أبنائها إلى المدرسة، من خلال تقديم الغذاء الصحي كالألبان والفواكه، مع تجنب تقديم الحلويات لهم، بالإضافة إلى المشروبات الصحية.
ولا يقتصر ترطيب الجسم على شرب الماء فقط، بل هناك مصادر أخرى مثل الحليب وبعض الأطعمة والفواكه وغيرها.
ويوصى أيضًا بالحصول على زجاجة مياه مدرسية قابلة لإعادة التعبئة.
ويجب على الأم التحلي بالصبر عند غرس العادات الغذائية الصحية، مع الاهتمام بتقديم الأطعمة الصحية بين الوجبات، مثل التمر والحليب وغيرها.
وفي النهاية يجب أن نتذكر أن الأكل يكون بالإقناع وليس بالإكراه، وما أجمل تشجيع الطلاب على ممارسة النشاط البدني!

مقالات ذات صلة