متابعة-جودت نصري
رهاب القيء هو الخوف من القيء، أو الخوف الشديد من القيء، أو رؤية أو سماع شخص آخر يتقيأ، أو رؤية القيء.
رهاب القيء هو حالة صحية عقلية تصنف على أنها رهاب محدد، وهو خوف مستمر وغير عقلاني من شيء أو موقف ما.
يمكن أن يتطور رهاب القيء تلقائيًا أو بعد تجربة القيء المؤلمة. بمجرد أن تصاب بهذا الرهاب، تتصاعد المضاعفات خطوة بخطوة، ويتم تجنب الأماكن والأشياء التي تربطها بالقيء، وتصبح أكثر يقظة بشكل متزايد، وسرعان ما يهيمن الخوف على حياتك.
نتيجة فوبيا القيء؛ تصبح العادات الغذائية صارمة، ويتم تجنب أي شيء غير مألوف أو من المحتمل أن يؤدي إلى القيء.
غالبًا ما يعاني المرضى الذين يعانون من رهاب القيء من ضعف اجتماعي ومهني كبير، ويبذلون قصارى جهدهم للتأكد من أنهم لا يتقيؤون. يرفض الأطفال الذهاب إلى المدرسة أو زيارة الأصدقاء، ويبتعد الكبار عن العمل ويتوقفون عن تناول الطعام في المطاعم.
أعراض فوبيا القيء
يلجأ الشخص المصاب بفوبيا القيء إلى بعض التصرفات الغريبة لتجنب التعرض للقيء، ومن أبرزها ما يلي:
– تجنب الأطعمة أو المشروبات أو المطاعم التي ارتبطت سابقاً بالقيء.
– تجنب قول أو سماع كلمة “قيء” أو “قيء”.
– فحص الأشخاص الآخرين بحثًا عن علامات المرض وتجنب المستشفيات والمرضى.
– رفض مصافحة الآخرين.
– تجنب القمامة وغيرها من الأشياء ذات الرائحة الكريهة أو القذرة.
– الإفراط في غسل اليدين، وكذلك تنظيف الأطعمة وأسطح تحضيرها.
– تخلص من الطعام قبل انتهاء صلاحيته.
– شم وفحص الطعام بشكل مفرط.
– الإفراط في طهي الطعام لقتل مسببات الأمراض المحتملة.
– استخدم مضادات الحموضة بشكل استباقي.
– تجنب تناول الطعام خارج المنزل.
– التحقق من موقع الحمامات في أي مكان خارج المنزل.
– تجنب السفر أو الذهاب إلى المدرسة أو العمل أو ممارسة الأنشطة الاجتماعية المختلفة.
– قياس درجة حرارة الجسم بشكل مستمر وبحث الجسم عن علامات المرض.
أسباب الخوف من القيء
قد يكون خطر الإصابة برهاب القيء أعلى إذا تذكرت القيء في الأماكن العامة، على سبيل المثال، عندما يحدث القيء في أوقات أو مواقف محرجة أو غير مريحة؛ يمكن أن يكون الأمر مؤلمًا جدًا، وقد يتطور هذا الخوف إذا واجهت ليلة طويلة من القيء الذي لا يمكن السيطرة عليه.
يعتقد بعض الخبراء أن رهاب القيء قد يكون مرتبطًا بمخاوف بشأن عدم السيطرة؛ يمكن للمرضى أن يحاولوا السيطرة على أنفسهم وبيئتهم بكل الطرق الممكنة، لكن السيطرة على القيء مهمة صعبة، إن لم تكن مستحيلة. ولذلك فإن عدم القدرة على السيطرة على المشكلة يمكن أن يؤدي إلى الخوف من القيء.
يفكر الشخص المصاب برهاب القيء دائمًا في الاحتمالات التالية:
– عدم القدرة على العثور على الحمام في الوقت المناسب.
– القيء بشكل متكرر وعدم القدرة على التوقف.
– الاختناق بالقيء والمعاناة الجسدية.
– التعرض للإحراج أمام الآخرين.
– الدخول إلى المستشفى.
لأنك لا تعرف متى سيحدث؛ أنت دائمًا في حالة تأهب، وأعد ترتيب حياتك لدرء أي احتمال للقيء.
علاج فوبيا القيء
هناك العديد من الطرق لعلاج رهاب القيء التي يمكن أن تساعد في التخلص من هذه الحالة أو التخفيف من أعراضها. ومن أبرز هذه الأساليب ما يلي:
– العلاج السلوكي المعرفي
يعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أحد الخيارات المتاحة للأشخاص الذين يعانون من رهاب القيء. يمكن أن يساعد الأفراد الذين يعانون من هذه الحالة على مواجهة مخاوفهم واستبدال أفكارهم السلبية فيما يتعلق بالقيء.
أحد أنواع العلاج السلوكي المعرفي الذي وجد أنه مفيد للأشخاص الذين يعانون من رهاب القيء ونوبات الهلع هو العلاج القائم على التعرض؛ في دراسة حالة أجريت عام 2016، شهد مريض مراهق انخفاضًا في أعراض رهاب القيء ونوبات الهلع بعد الانخراط في هذا النوع من العلاج.
– العلاج بالتنويم المغناطيسي
العلاج بالتنويم المغناطيسي هو طريقة أخرى لعلاج رهاب القيء. أثناء العلاج بالتنويم المغناطيسي، يقوم المعالج بتوجيه المريض إلى حالة من الاسترخاء. وبمجرد استرخاء المريض، يصبح عقله الباطن أكثر تقبلاً للإيحاءات الجديدة حول خوفه، مثل إعادة برمجة العقل لرؤية الخوف بطريقة أقل رعباً.
– الدواء
قد يوصي مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بمضادات الاكتئاب، مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs). قد تساعد أدوية الجهاز الهضمي أيضًا في تخفيف الأعراض الجسدية لرهاب القيء، مثل الغثيان، كما تساعد أيضًا في حل مشاكل الجهاز الهضمي التي يمكن أن تؤدي إلى الخوف المستمر من القيء. أو تفاقمها.
– ممارسات نمط الحياة
يمكن أن تساعدك تقنيات الاسترخاء أيضًا في التغلب على الخوف من القيء، ويمكن لبعض الممارسات اليومية مثل التأمل الذهني وتمارين التنفس أن تنقلك إلى اللحظة الحالية وتزيد من اليقظة العقلية. وهذا يقلل من القلق والتوتر بشأن احتمالية القيء، ويساعدك على التعامل بشكل أفضل مع هذا الرهاب.
من المهم التأكد من الرعاية الذاتية عند التعامل مع رهاب القيء. الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وتناول نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية يوميًا يمكن أن يفيد صحتك العقلية بشكل عام، ويقلل من أعراض رهاب القيء بشكل خاص.