متابعة-جودت نصري
يزيد FLASH من قدرة الأشخاص على تحمل علاج الصدمات، ويمكن استخدامه أيضًا كتدخل مستقل لعلاج الصدمات والمخاوف والرهاب والأفكار المؤلمة وفي حالات الأزمات.
تقنية الفلاش هي تدخل علاجي يستخدم بسرعة (أحيانًا في أقل من 10 دقائق) لتقليل الضيق الذي يعاني منه الشخص حول ذكرى أو موقف معين، وغالبًا ما يستمر التخفيف بعد انتهاء الجلسة. إنها طريقة ألطف للشفاء من الذكريات المؤلمة التي تركز على اللحظات الأكثر أملاً. كل ذلك أثناء معالجة الأفكار المؤلمة في نفس الوقت.
على عكس العديد من التدخلات التقليدية للصدمات، فإن فلاش هو إجراء طفيف التوغل ولا يتطلب من المريض التفاعل بوعي مع الذاكرة المؤلمة، مما يسمح له بمعالجة الذكريات المؤلمة دون الشعور بالحزن.
يتم بحث FLASH على نطاق واسع ويُنظر إليه الآن على أنه علاج مستقل للصدمات، وهو أداة رائعة للمعالجين في مراكز الأزمات والعاملين في مجال الرعاية الصحية، لتقليل الضيق لأولئك الذين يبحثون عن علاج الصدمات على المدى الطويل.
الفئات التي تحتاج لتقنية الفلاش في العلاج النفسي
يتم تطبيق تقنية الفلاش على بعض الأشخاص وليس على كل من يحتاجون للعلاج النفسي، إذ يعتمد استخدامها على مرور الشخص بأحد أو بعض المواقف أو التجارب التالية:
-تحولات الحياة؛
– التقييم الذاتي السلبي؛
– شعور البالغين بأنهم عالقون في الحياة: العمل، العلاقات، الشعور بالكآبة؛
– المعاناة من اضطراب الإجهاد الحادّ، أو اضطراب ما بعد الصدمة، أو اضطراب ما بعد الصدمة المعقد (c-PTSD) أو الصدمات غير المباشرة؛
– النجاة من حدث صادم أو سلسلة من الأحداث المؤلمة؛
– المعاناة من صدمات الطفولة، بما في ذلك الاعتداء الجسدي أو العاطفي؛
– التعرض للخيانة والصدمة و”العالقين” بسبب التجربة؛
-محاولة التغلب على الذكريات المؤلمة؛
– الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط.
وإضافة إلى الحالة السابقة، نجحت تقنية الفلاش في التركيز على مجموعة متنوعة من الذكريات والمخاوف السلبية والتخلص منها، وتشمل بعض الأمثلة انتحار أحد الوالدين، والتنمر في مرحلة الطفولة، والخوف الشديد من الحشرات، والألم المزمن مع الخوف من الإصابة بالإعاقة، والخوف من الإصابة بفيروس كوفيد- 19، والاعتداء الجسدي، وحوادث السيارات الذي ينتج عنها الخوف الشديد من القيادة، والنجاة من الغرق الذي ينتج عنه الخوف من السباحة.
في بعض الحالات، يتم حل المشكلة بعد 15 دقيقة فقط من استخدام تقنية الفلاش، دون ظهور الأعراض مرة أخرى، وفي حالات أخرى، قدمت تقنية الفلاش بعض الفوائد الملحوظة، ولكن كانت هناك حاجة إلى المزيد من جلسات العمل الإضافية، لإعادة معالجة الحدث بالكامل والحفاظ على النتائج على المدى الطويل.
كيفية تطبيق تقنية الفلاش
يبدأ المعالج النفسي المدرب على تقنية الفلاش بمطالبة المريض بتحديد ذاكرة الصدمة، والمبدأ الكامن وراء تقنية الفلاش هو أن الذكريات المؤلمة التي لم يتم حلها هي المسؤولة عن معظم الأعراض النفسية التي نعاني منها.
إذا كان المريض يعاني من عارض غير مرتبط بذاكرة معينة، فسوف يساعده المعالج في العثور على الذاكرة التي يبدو أنها تتسبب في ظهور الأعراض، وبعد تحديد هذه الذاكرة “الهدف”، سيطلب المعالج من المريض تحويل انتباهه إلى ذكرى أو صورة أو نشاط أو قطعة موسيقية أو تصور إيجابي وجذاب.
وأثناء الاستمرار في التركيز على هذا الإلهاء الإيجابي، يُطلب من المريض بشكل دوري مقاطعة هذا التركيز مؤقتاً، وتتم معالجة الذاكرة المستهدفة دون أن يعود المريض بشكل واعٍ إلى الذاكرة الأصلية المزعجة.