رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

الوجبات الثلاث يومياً.. كيف بدأت ومن فرضها علينا؟

شارك

 

خاص – مروة البطة

وجد خبراء الصحة أن تناول 3 وجبات يوميا بدأ في الانتشار بالقرون الوسطى في أوروبا، ثم انتقل مع المهاجرين إلى أميركا وتم فرضه على السكان الأصليين هناك من الهنود الحمر على أساس أنه أسلوب صحي وحضاري للحفاظ على الصحة العامة.

ولكن فيما بعد وجدت أبحاث أكاديمية جديدة من عدة جامعات بريطانية وأميركية أن تناول 3 وجبات يوميا ليس له أي انعكاس صحي على حياة الإنسان وقد يكون مضراً.

وأن البديل الأفضل هو تناول الطعام عند الحاجة واللجوء إلى الصيام بين الحين والآخر حيث يؤدي الصيام إلى تجدد نظام المناعة في الجسم وتعزيز الصحة.

كما أنه لا يوجد دليل علمي واحد على أن تناول 3 وجبات يومياً يحافظ على الصحة، بل إن هناك دلائل على أن خفض عدد الوجبات إلى وجبتين يوميا قد يكون أفضل من الناحية الصحية.

توض ابيغيل كارول مؤلفة كتاب «ثري سكويرز» إن عادة تناول 3 وجبات يوميا جاءت مع المهاجرين الأوروبيين إلى أميركا في العصور الوسطى، واعتبروها نوعا من التحضر الذي فرضوه على القبائل الهندية التي كانت تتناول الطعام في مواعيد مختلفة وتصوم أياماً كاملة بلا طعام.

وهذا النمط الحديث من الحياة يشير إلى أن معظم الذين يعملون في وظائف متفرغة ليس لديهم الوقت الكافي للجلوس وتناول وجبة طعام كاملة خلال اليوم، ولذلك يعتمد الأغلبية على تناول وجبات خفيفة. ولتلبية هذا الطلب المتزايد على الأكل السريع انتشرت في المدن كافيتريات تقدم الساندويتشات والمشروبات والمقاهي التي تقدم القهوة مع الحلويات.

ويقول خبراء التغذية إن هذا الأسلوب في الوجبات الصغيرة المتكررة هو في الواقع مفيد للجسم وأفضل من 3 وجبات ثقيلة ترهق الجهاز الهضمي وقد تصيب الجسم بالانتفاخ والترهل.

كما أنه لا يوجد دليل علمي على أن وجبة الإفطار هي وجبة مهمة من الناحية الصحية، وتقول كارول إن هذا الانطباع ظهر من إعلانات حبوب الإفطار المعلبة مثل «كورن فليكس» و«رايس كريسبيس».

وقد أظهر بحث غذائي أجرته جامعة باث البريطانية أن تناول وجبة الإفطار أو عدمها لا يؤثر على صحة الأفراد، ولا على خفض الوزن لهؤلاء الذين يتبعون حمية غذائية معينة.

وفي النشرة البريطانية للتغذية التي يعود تاريخها إلى عام 2010 جاء أن معدلات استهلاك الطاقة لا تتأثر في الأفراد سواء تناولوا أربع وجبات أو 8 وجبات أصغر يوميا، ولم يجد الباحثون أي فرق في الوزن أو مستويات الهرمونات بين المجموعتين.

وأكد بحث قامت به جامعة جنوب كاليفورنيا أن الصيام لمدة يومين إلى 4 أيام متفرقة خلال فترة 6 أشهر يتيح للجسم فرصة لتغيير معدلات حرق الطاقة والتخلص من الخلايا القديمة وحرق الدهون المخزنة في الجسم وتجديد نظام المناعة الطبيعي. ويعني ذلك صحة أفضل ومناعة أقوى ضد العدوى والأمراض وحياة أطول.

وخلال يومي الصيام يتم خفض معدلات الطعام إلى الربع تقريبا مع التركيز على تناول البروتينات والخضراوات، ويتكون الإفطار من البيض والشاي الأحمر بلا حليب، وعدم تناول أي شيء للغذاء ثم تناول وجبة عشاء بها بعض الخضراوات وسمك السالمون.

ووجد باحثون أن تحديد كميات الغذاء خلال يومين أسبوعيا يعزز عدم الرغبة في تناول المزيد من الطعام في بقية أيام الأسبوع.

مقالات ذات صلة