يجب أن نؤكد على أهمية تنمية حس المسؤولية لدى الأطفال وسط التغيرات التكنولوجية والاجتماعية السريعة، حيث أصبح الاعتماد على الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي متزايدًا، مما يتطلب تعزيز المهارات الحياتية والتعاون لديهم.
مشاركة الأطفال في الأعمال المنزلية وتأثيرها الإيجابي
يشدد المختصون وأولياء الأمور على أن مشاركة الأطفال في أعمال المنزل، مثل ترتيب غرفهم، والمساعدة في أعدا المائدة، وشراء المستلزمات، تساهم في بناء شخصياتهم، وتُرسخ قيم العمل الجماعي، وتعزز الاعتماد على النفس، الانضباط، والشعور بالانتماء، بالإضافة إلى تنمية قدراتهم على التخطيط.
طرق تحفيز الأطفال على المشاركة
يمكن تحفيز الأطفال بالمكافآت المادية بشكل متوازن ومدروس، حيث تعتبر وسيلة لتعزيز شخصياتهم القوية وتحفيزهم على تنمية المهارات الأساسية للمستقبل. إلا أن المكافآت يجب أن تكون علاجًا مؤقتًا، إذ قد تؤدي المبالغة في الاعتماد عليها إلى فقدان الدافع الداخلي، مما يضعف الحاجة لتحمل المسؤولية بشكل ذاتي.
وصفات مهمة لإسناد المهام
ينوه المختصون أن المهام يجب أن تتناسب مع عمر الطفل وقدراته، حتى تكون محفزة، وتؤدي إلى تعزيز ثقته بنفسه. ويُحذر من أن الضغط المفرط أو فرض المهام بشكل غير موجه قد يؤدي إلى نتائج سلبية، مثل العناد أو الإحباط.
العمل الجماعي وأهمية التعاون
يفيد استخدام المكافآت بشكل مدروس، في ترسيخ قيمة العمل الجماعي والتعاون، بحيث تكون النتائج محفزة وليست الهدف النهائي، مع التذكير أن التعاون يجب أن يكون نابعًا من رغبة داخلية، وليس مقابل دائم.
دور الأهل في دفع الأطفال للمشاركة
ينوه بعض الأهالي إلى أن إقلال المهام خلال الإجازة يخفف عن الطفل، لكنه يقلل من شعوره بالمسؤولية، لذا ينصحون بتحويل الأعمال المنزلية إلى أنشطة ممتعة، وفهم أسباب التردد وتشجيع الدعم الإيجابي بدلاً من العقاب. كما تنصح معلمةٌ بأن ربط الأعمال المالية بالمكافآت يمكن أن يرسخ قيمة المال والعمل، لكن الإفراط في ذلك قد يسبب الاعتمادية على المكافأة.
حماية من الإفراط والاعتمادية
يتفق أولياء الأمور على أن الهدف ليس إنجاز المهام فحسب، بل بناء شخصية مستقلة، قادرة على تحمل المسؤولية. فتقوم الأم سمر عبد الله بتحديد مهام بسيطة لأبنائها في العطلة، مع مكافآت رمزية، مما أدى إلى تحسين سلوكهم وزيادة حس المسؤولية بثقة بنفسهم.
نظرة مختلفة نحو الأعمال المنزلية
يرى الأب علي أحمد أن ربط الأعمال بالمكافآت المالية غير مجدٍ، إذ تصبح لديهم مساومة على كل شيء، ويفهمون أن المساعدة واجب لا مقابل له، مما يعزز الشعور بالمسؤولية من غير أوضاع مادية دائمة.
المسؤولية الأسرية وأثرها على احترام الذات
تعلق نادية غريب بأن مشاركة الأطفال في الأعمال المنزلية تعزز احترامهم لذاتهم، حيث يشعرون بقيمتهم ضمن الدور الذي يؤدونه داخل الأسرة. فمثلاً، تلتزم مريم البالغة من العمر عشر سنوات بترتيب غرفتها وتنظيف المائدة، مقابل مبلغ رمزي، كتعليمها قيمة الجهد والنقود. وعلى العكس، ترى ريهام مراد أن الأعمال المنزلية هي مسؤولية داخل الأسرة، لا تقاس بالمقابل المالي، وتُعد جزءًا من الواجبات الأسرية التي يجب تأديتها بشرف.