تُظهر دراسة موسعة نشرت في مجلة Gut أن نمط الحياة يلعب دورًا كبيرًا في تقليل احتمالية الإصابة بالتهاب الرتج، حتى في حال وجود استعداد وراثي. يوضح هذا البحث أن الالتزام بعادات صحية يمكن أن يقلل من المخاطر بشكل كبير.
ماهية التهاب الرتج
تُعرف حالة التهاب الرتج بظهور جيوب صغيرة تسمى الرتوج في جدار القولون، والتي قد تلتهب وتسبب أعراضًا مزعجة مثل ألم البطن، حمى، فقدان الشهية، أو تغيّرات في حركة الأمعاء. وتُعد الحالة من أكثر اضطرابات الجهاز الهضمي التي تستدعي دخول المستشفيات، حيث تصل حالات الدخول السنوية في الولايات المتحدة إلى حوالي 200,000 حالة.
نتائج الدراسة
اعتمد الباحثون على تحليل بيانات حوالي 180,000 شخص من ثلاث دراسات طويلة المدى، ووجّهوا اهتمامهم إلى تحديد عوامل تكشف عن زيادة خطر الإصابة بالتهاب الرتج. أظهرت النتائج أن زيادة الوزن، التدخين، الخمول البدني، اتباع نظام غذائي منخفض الألياف، والإكثار من تناول اللحوم الحمراء والمصنعة، ترتبط بزيادة احتمالية الإصابة. في المقابل، فإن اتباع نمط حياة صحي كممارسة النشاط البدني المنتظم، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف، يقللان الاحتمالات بنسبة تصل إلى 50%، حتى في وجود عوامل وراثية.
العوامل المرتبطة بارتفاع الخطر
تبين أن الأشخاص الذين يتبعون عادات غير صحية، كتناول اللحوم بكثرة وعدم ممارسة الرياضة، تكون فرص إصابتهم بالتهاب الرتج أعلى بنسبة تتراوح بين 10% إلى 33%. بينما ساعد الانتظام في النشاط البدني في تقليل خطر الإصابة بنسبة 16%. كما أن تناول مصادر غنية بالألياف، مثل التوت والعدس، كان له أثر في خفض المخاطر بنسبة 14%.
دلالات على أهمية العادات اليومية
أكدت الدراسة أن العوامل الوراثية لا يمكن التحكم بها، لكن يمكن لتعديل بعض السلوكيات أن يقلل من تطور المرض. من بين التوصيات الأساسية تناول نظام غذائي غني بالألياف، وتخفيف استهلاك اللحوم المصنعة، والإقلاع عن التدخين، والحفاظ على وزن صحي، وممارسة الرياضة بانتظام بمعدل 150 دقيقة من النشاط المعتدل أسبوعيًا وفقًا لتوصيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وأكد خبراء مثل الدكتورة براتيما ديبا أن نمط الحياة يلعب دورًا حاسمًا في الحماية من التهاب الرتج حتى في وجود عوامل وراثية.