يواصل الباحثون العمل بشكل مكثف على فهم ومعالجة تصاعد مرض الزهايمر والتدهور المعرفي الناتج عن التقدم في العمر. يتم استكشاف أنماط حياة وأطعمة تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بهذا المرض، ولعل من أهمها تناول البيض، حيث أظهرت دراسات حديثة أن أكثر من بيضة أسبوعيًا يقلل بشكل كبير من احتمالات الإصابة بالزهايمر.
مرض الزهايمر والتدهور المعرفي
يعد الزهايمر من أكثر أشكال الخرف انتشارًا، وهو اضطراب يدمّر تدريجيًا ذاكرة الشخص ومهاراته العقلية، ويؤدي إلى فقدان التفكير والتذكر وحتى القدرة على الاستدلال. قد يعاني بعض الأشخاص من أكثر من نوع من الخرف، مثل الزهايمر والخرف الوعائي، مما يزيد من التحديات في التشخيص والعلاج.
الدراسة والعلاقة بين استهلاك البيض وصحة الدماغ
أجرى باحثون دراسة تتبع فيها أكثر من 1024 بالغًا متوسط أعمارهم 81 عامًا، لمدة تزيد عن سبع سنوات. أظهرت النتائج أن من يتناولون أكثر من بيضة أسبوعيًا يقل لديهم خطر الإصابة بالخرف المرتبط بالزهايمر بنسبة تصل إلى النصف مقارنةً بمن يتناولون كميات أقل من البيض. استُخدم استبيان لتقييم أنماطهم الغذائية، وتابعت نتائجهم الإدراكية سنويًا.
ما الذي يجعل البيض مفيدًا للدماغ؟
يكمن الأمر في وجود الكولين، وهو عنصر غذائي أساسي وجوهري يتوفر بكميات كبيرة في الصفار، إذ يساعد على عمل الدماغ والجسم بشكل صحيح. يُنتج الجسم كميات صغيرة من الكولين تلقائيًا، إلا أن معظم احتياجاته تأتي من الطعام. وهو يدعم صحة الدماغ ويقلل الالتهابات، ويُنظم المزاج ويعزز وظائف العضلات، كما يساهم في استقلاب الدهون.
بالإضافة إلى البيض، توجد مصادر غنية بالكولين مثل الأسماك (السلمون والتونة)، الدجاج، الديك الرومي، والحليب ومنتجات الألبان.
نتائج فحص أدمغة المشاركين المتوفين
أُجري تحليل لدماغ 578 متوفى، وأظهرت النتائج أن من تناولوا أكثر من بيضة أسبوعيًا، كانت لديهم علامتان رئيسيتان: انخفاض تراكم لويحات الأميلويد، وهي بروتينات ترتبط بمرض الزهايمر، وأقل تشابكات عصبية ليفية، التي تتداخل مع وظائف الدماغ، مما يقلل التدهور الإدراكي.
الاستنتاج والتوصيات
يؤكد البحث أن تناول البيض بكميات منتظمة، خاصة الصفار، يرتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بالخرف والزهايمر، ويرتبط ذلك جزئيًا بمستويات الكولين الغذائية. مع تزايد الدراسات حول تأثير الطعام على صحة الدماغ، تظهر خيارات غذائية بسيطة ومتاحة بسهولة كوسيلة فعالة لدعم وظائف الدماغ والوقاية من الأمراض المعرفية.
