يواصل العالم جهودَه في مواجهة تصاعد مرض الزهايمر وتدهور القدرات العقلية المرتبط بالعمر، ويفحص الباحثون خيارات لتحسين نمط الحياة والأطعمة التي قد تقلل من احتمالات الإصابة بهذا المرض المبكر. من بين هذه الخيارات، أثبتت دراسة حديثة أن تناول البيض، وبمعدل أكثر من بيضة واحدة أسبوعيًا، يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالزهايمر.
ما هو مرض الزهايمر؟
يُعد مرض الزهايمر أكثر أنواع الخرف شيوعًا، حيث يدمر تدريجيًا ذاكرة الشخص وكفاءته في التفكير، ويظهر ذلك في فقدان الوظائف الإدراكية كالذاكرة والتفكير والاستدلال. غالبًا ما يصاب الشخص بأكثر من نوع من الخرف في ذات الوقت، مثل الزهايمر والخرف الوعائي.
دراسة العلاقة بين استهلاك البيض وصحة الدماغ
أجريت دراسة على أكثر من ألف ويزيد من كبار السن، متوسط أعمارهم 81 عامًا، لم يكن يعانون من الخرف عند بداية الدراسة، واستمرت لمدة تتخطى السبع سنوات، وُجد أن الذين تناولوا أكثر من بيضة أسبوعيًا كانوا أقل عرضة لخطر الإصابة بالمرض بنسبة نصف تقريبًا مقارنة بمن تناولوا كميات أقل.
لماذا البيض مهم للدماغ؟
برز الكولين كعامل رئيسي في الدراسة، وهو مركب غذائي يتوفر بكثرة في البيض، ويساعد على دعم صحة الدماغ والجسم بشكل عام، إذ ينتجه الجسم بكميات بسيطة، ويجب أن يحصل عليه من الطعام. يساهم الكولين في تقليل الالتهابات، وتنظيم المزاج، وتحسين صحة العضلات، كما يساعد في استقلاب الدهون.
بالإضافة إلى البيض، تتضمن مصادر الكولين الأسماك، مثل السلمون والتونة، والدجاج، ومنتجات الألبان، مع ضرورة إدخالها ضمن النظام الغذائي اليومي لدعم صحة الدماغ.
مخرجات الدراسة وتحليل الأدمغة
قام الباحثون بفحص أدمغة 578 شخصًا متوفين، ووجدوا أن الذين تناولوا أكثر من بيضة أسبوعيًا أظهروا انخفاضًا في تراكم لويحات الأميلويد، أحد بروتينات تؤدي إلى مرض الزهايمر، كما لوحظ تقلص التشابكات الليفية التي تعيق وظائف الدماغ. وهو ما يؤكد ارتباط تناول البيض بانخفاض علامات المرض وتقليل تدهور القدرات الإدراكية.
الاستنتاجات النهائية
تشير النتائج إلى أن الإفراط في تناول البيض يرتبط بانخفاض كبير في احتمالات الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر، وأن جزءًا من تأثيره يعود إلى محتواه من الكولين. بات واضحًا أن خيارات غذائية بسيطة ومتوفرة يمكن أن تكون أدوات فعالة لدعم صحة الدماغ، إذ يوضح البحث أن تناول البيض بانتظام يعزز من صحة الدماغ ويقلل من خطر التدهور العقلي المبكر.