يواصل المجتمع العلمي البحث عن طرق لحماية الدماغ من التدهور المرتبط بالعمر، ويُظهر أحدث الدراسات أن تناول البيض يسهم بشكل كبير في تقليل مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر. فقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة التغذية أن الأشخاص الذين يتناولون أكثر من بيضة واحدة أسبوعيًا لديهم فرص أقل بنسبة تصل إلى 50% في الإصابة بالمرض مقارنة بمن يستهلكون كميات أقل.
ما هو مرض الزهايمر؟
يعتبر الزهايمر أكثر أنواع الخرف انتشارًا، ويُسبّب تدمير تدريجي لذاكرة الشخص ومهاراته الذهنية، حيث تتراجع قدرته على التفكير والتذكر والاستدلال. يظهر على المصابين أعراض فقدان الوظائف الإدراكية، وغالبًا يتعايش مع أمراض دماغية أخرى مثل الخرف الوعائي، ما يعقد التشخيص والعلاج. يُعدّ المرض اضطرابًا يصل لتدمير خلايا الدماغ، وتراكم البروتينات مثل لويحات الأميلويد والتشابكات الليفية يعزز تقدم الحالة.
العلاقة بين استهلاك البيض وصحة الدماغ
تابع البحث أكثر من 1024 بالغًا أُعفيوا من الخرف عند بدء الدراسة، دون أية أعراض منذ أكثر من سبع سنوات. قام الباحثون بتحليل أنماطهم الغذائية سنويًا، وخلصوا في النهاية إلى أن من يتناول البيض بانتظام كانوا أقل عرضة للإصابة بالزهايمر بنسبة تقارب 50%. هذه النتائج تعزز فرضية أن استهلاك البيض يقي من التدهور الإدراكي ويعمل على حماية صحة الدماغ.
ما الذي يجعل البيض مفيدًا للدماغ؟
يحتوي البيض على عنصر الكولين بكميات كبيرة، وهو ضروري لوظائف الدماغ والجسم. يساعد الكولين على تحسين الذاكرة، وتقليل الالتهابات، وتنظيم المزاج، بالإضافة إلى دعم صحة العضلات واستقلاب الدهون. يعمل الجسم على إنتاج كمية صغيرة من الكولين، ومعظمها يحصل عليها من خلال الطعام. المصادر الأخرى التي تحتوي على الكولين تشمل الأسماك مثل السلمون والتونة، الدجاج، والحليب ومنتجات الألبان.
تشريح الأدمغة وتأكيد النتائج
أُجري تشريح لدماغ 578 متوفى، وبيّنت النتائج أن من تناولوا أكثر من بيضة أسبوعيًا أظهروا انخفاضًا في لويحات الأميلويد وتشابكات الليفية التي تربك خلايا الدماغ. هذا التراكم البروتيني عادة ما يرتبط بمرض الزهايمر، ويُعدّ تقليله مؤشرًا على تقليل خطر الإصابة. كما تم ملاحظة أن تدهور الوظائف الإدراكية كان أقل بين هؤلاء الذين استهلكوا البيض بكثرة.
الخلاصة
تشير الأدلة إلى أن زيادة استهلاك البيض يساهم فيخفض احتمالية الإصابة بالخرف والزهايمر، ويرتبط بشكل خاص بمستويات الكولين التي تحسن من صحة الدماغ. مع استمرار البحث، تتضح إمكانيات أن تكون خيارات التغذية البسيطة والمتوفرة خير دعم لحماية الدماغ ومقاومة التدهور المعرفي مع التقدم في العمر.