أظهر بحث حديث نُشر في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية أن أوراق ستيفيا يمكن أن تساهم في تطوير طرق فعالة للوقاية من سرطان البنكرياس. وأصبح من المتوقع أن يتحول ستيفيا من مجرد بديل للسكر إلى مركب علاج محتمل يوجه نحو الخلايا السرطانية، حيث يتم تخمييره باستخدام بكتيريا موجودة في أوراق الموز، ما يعزز قدرته على استهداف خلايا سرطان البنكرياس بشكل انتقائي، مع حماية الخلايا الكلوية السليمة، وفق ما نقلته تقارير
نتائج الدراسة وأهميتها
أوضح الباحثون أن التخمير باستخدام بكتيريا Lactobacillus plantarum SN13T يجعل مستخلص ستيفيا أكثر فاعلية، حيث تم تحسين عملية التخمير ووجدوا أن أفضل نتائج كانت عند تخمير المستخلص لمدة 72 ساعة عند 37 درجة مئوية في بيئة خالية من الأكسجين. أسفرت النتائج عن قدرة ستيفيا المخمرة على القضاء على خلايا سرطان البنكرياس (PANC-1) بشكل فعال، مع تأثير ضئيل على الخلايا السليمة، حتى عند جرعات أعلى، وهو أمر أساسي لابتكار علاجات سرطانية أكثر أمانًا، لأنها تقلل من المضاعفات المرتبطة بالموت الفوري للخلايا المصابة.
كما أظهرت ستيفيا المخمرة خصائص مضادة للأكسدة، وهو أمر مهم لوقف تطور السرطان، لأن الإجهاد التأكسدي يلعب دورًا رئيسيًا في تحوله، حيث استطاعت إيقاف الجذور الحرة وإزالة السموم بنسبة 94% في أحد الاختبارات. ويعتقد الباحثون أن التخمير يحول المركبات إلى إصدارات أكثر نشاطًا، فمثلاً يتحول حمض الكلوروجينيك إلى إستر ميثيل حمض الكلوروجينيك (CAME)، والذي أظهر فاعلية أكبر في إيقاف نمو الخلايا السرطانية وتحفيز تدميرها الذاتي.
معلومات عن ستيفيا وتطبيقاتها المستقبلية
يُستخلص ستيفيا من أوراق نبات ستيفيا ريبوديانا، وهي نبات ينمو في أمريكا الاستوائية وشبه الاستوائية وباراجواي والبرازيل. يتميز مركب جليكوسيدات ستيفيول بكونه محلى طبيعي يتجاوز حلاوته للسكر بين 50 و300 مرة، كما أنه مستقر حراريًا ولا يتغير مع درجة الحموضة أو عند التخمير. عبر التخمير، يمكن تحويل مستخلص ستيفيا إلى مركبات تقاوم السرطان دون التأثير على الخلايا السليمة، ويرتبط ذلك بإنزيمات من بكتيريا سلالة SN13T.
ويخطط الفريق لنقل نتائج الدراسة من المختبر إلى التجارب على الفئران قريبا، لاختبار فعالية ستيفيا المخمرة داخل الأنظمة الحية، مع دراسة استجابات الجهاز المناعي وعمليات الأيض المعقدة، بهدف تطوير علاج يعتمد على هذه المركبات في المستقبل.