أظهرت دراسة حديثة أن قضاء ثلاث دقائق فقط يوميًا في ممارسة نشاط بدني خفيف أو معتدل يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة، مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية. وقد أكد الباحثون أن هذا النوع من النشاط، الذي لا يُعتبر رياضة بحتة، يشمل الحركات التي نقوم بها بشكل عفوي خلال حياتنا اليومية، مثل صعود السلالم، حمل الأغراض، المشي السريع، أو تنظيف المنزل.
أوضح الدكتور إيمانويل ستاماتاكيس، وهو متخصص في النشاط البدني وصحة السكان في جامعة سيدني، أن النشاط البدني العارض هو الحركة التي نقوم بها بشكل طبيعي أثناء أداء مهامنا اليومية، دون الحاجة لتخصيص وقت محدد لها. من الأمثلة على ذلك، صعود السلالم، المشي بسرعة، أو القيام بأعمال منزلية نشيطة. وبما أن الكثير من الناس لا يحصلون على القدر الكافي من التمارين، سعى الباحثون لمعرفة ما إذا كانت فوائد القلب والأوعية الدموية يمكن أن تتحقق فقط من خلال هذه الحركات العفوية.
نتائج الدراسة
درس الباحثون بيانات أكثر من 24 ألف بالغ تتراوح أعمارهم بين 40 و79 عامًا، وجميعهم لا يعانون من أمراض القلب في البداية، ولم يمارسوا الرياضة بشكل منتظم. خلال سبعة أيام، ارتدى المشاركون أساور لقياس نبضات القلب والنشاط البدني، وسُجلت كل أنواع الحركات التي قاموا بها بشكل خفيف ومتوسط وقوي. تبيّن أن قضاء مدة 4.6 دقائق يوميًا من النشاط البدني الشاق وانخفاض 23.8 إلى 23.9 دقيقة من النشاط المعتدل مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تتراوح بين 25% و50%.
كما توصّل الباحثون إلى أن دقيقة واحدة من النشاط البدني الشاق تعادل تقريبًا 3 دقائق من النشاط المعتدل، وثلث ساعة من النشاط الخفيف. بمعنى آخر، ممارسة نشاط بسيط لمدة ثلاث دقائق يوميًا أثناء أداء الأعمال المنزلية، مثل تنظيف أو المشي، يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب بشكل كبير.
نصائح للحفاظ على صحة القلب
ينبغي استغلال أي فرصة للتحرك بسرعة أكبر، مثل استخدام السلالم بدل المصاعد أو ترك السيارة بعيدًا عن مكان العمل، فهذه الحركات الصغيرة تعزز وظيفة القلب والأوعية الدموية، وتُحسّن من استجابتها، وتساهم في تقليل احتمالات مشاكل القلب. التمرن لم يعد يحتاج إلى وقت طويل أو ماراثونات رياضية، بل يمكن الاستفادة من أنشطة بسيطة ضمن الروتين اليومي لتحقيق فوائد صحية كبيرة.