يبدأ الدماغ في تكوين صور تخيلية عندما يقرأ أو يسمع قصة سواء كانت حقيقية أو خيالية، وهذه القدرة تسمى بخاصية الخيال. ومع ذلك، يعاني بعض الأشخاص بشكل نادر من حالة تُعرف بـ”الأفانتازيا” أو “العمى الذهني”، حيث يفقدون تمامًا القدرة على تصور أو تكوين صور ذهنية، وتعود هذه الحالة إلى القرن العشرين، لكن الاسم لم يُطلق عليه إلا في عام 2015.
ما هي الحالة الأفانتازيا؟
تعتبر الأفانتازيا حالة نادرة جدًا تصيب حوالي 4% من الناس، وأقل من 1% منهم يكونون في أشد الحالات حيث لا يستطيعون تصور أي نوع من الصور في أذهانهم على الإطلاق. والأسباب الدقيقة لظهور هذه الحالة غير مفهومة بشكل كامل، لكن يُعتقد أنها قد تكون موجودة منذ الولادة أو تكتسب بعد التعرض لصدمة أو مرض في مرحلة لاحقة من الحياة. كما يشتبه بعض الباحثين بأن ارتباط الحالة بمشكلات في مناطق الدماغ المسؤولة عن معالجة المعلومات البصرية هو سبب محتمل.
أسباب الإصابة بالأفانتازيا
لا تزال الأسباب الحقيقية غير معروفة، إلا أن هناك نظريات تشير إلى احتمالية وجود الحالة منذ الولادة أو حدوثها نتيجة حادث أو مرض أو اضطرابات نفسية عقلية مثل الاكتئاب أو القلق أو الاضطرابات الانفصامية. قد يكون للعوامل الوراثية دور في انتشار الحالة، حيث إن من يعانون من الأفانتازيا قد يكون لديهم تاريخ عائلي مشابه. أيضا، أشارت بعض الدراسات لارتباط الحالة بسمات التوحد، لكن الحاجة لا تزال قائمة لفهمها بشكل أدق.
أعراض الحالة الأفانتازيا
تختلف أعراض الأفانتازيا من شخص لآخر، إذ يعجز البعض عن تكوين أي صور ذهنية على الإطلاق، بينما يمكن لآخرين أن يكوّنوا صورًا غير واضحة. قد يواجه بعض المصابين صعوبات في استرجاع ذكريات الطفولة أو تذكر وجوه الأشخاص، كما قد تظهر عليهم مشاكل معرفية في الذاكرة أو فقدان القدرة على تذكر التفاصيل الدقيقة. من ناحية أخرى، قد يتمتع بعضهم بحماية أكبر من استرجاع ذكريات مؤلمة، خاصة في حالات اضطرابات مثل اضطراب ما بعد الصدمة، الأمر الذي قد يكون مفيدًا لهم.
هل توجد علاجات متاحة للحالة؟
لا تزال معظم خيارات العلاج تجريبية، ويعتقد بعض الخبراء أن الحالة ليست مرضًا نفسيًا يتطلب علاجًا خاصًا. ومع ذلك، إذا كانت الحالة ناتجة عن صدمة أو مرض، يمكن علاج السبب الكامن. التكيف مع الحالة قد يكون صعبًا، خاصة لمن لا يستطيعون تصور وجوه أحبائهم أو تذكر مواقفهم، لكن البعض يعتمد على مهارات تفكير تحليلية أو حواس أخرى مثل السمع أو الشم للتعامل مع الوضع. الرعاية النفسية والدعم النفسي يساعدان في التعايش مع الحالة بشكل أفضل.