يقوم الأشخاص بمشاركة ذكرياتهم مع أحبائهم، سواء خلال اللقاءات العائلية أو أثناء العطلات، إذ تُعد وسيلة رائعة لتعزيز الروابط الأسرية. كما أن استرجاع الذكريات يعزز من نشاط الدماغ ويحافظ على حيويته، حيث تتعدد الفوائد لتبادل قصص الحياة بشكل منتظم، فهي تساعد على تذكر طفولتك، وإنجازاتك في العمل، وتربيتك لعائلتك.
أهمية التذكر المنتظم وفوائده
يطلق الخبراء على هذه الوسيلة اسم “العلاج بالتذكر”، وتتم عندما يسترجع الشخص عمدًا ذكريات مشتركة أو يفكر في ذكريات أشخاص يهتم بهم ويحبهم، ويظهر دليل قوي على أن ذلك يؤثر إيجابيًا على الدماغ. تعتبر هذه طريقة مفيدة بشكل خاص للأشخاص المصابين بأمراض مثل الخرف، حيث لا يستطيعون تكوين ذكريات جديدة، لكنهم يظلون قادرين على استرجاع مراحل من حياتهم، مما يمنحهم راحة نفسية كبيرة.
تأثير مشاركة الذكريات على الحالة النفسية والجسدية
أظهرت الدراسات أن كبار السن الذين يمارسون العلاج بالتذكر يظهرون علامات أقل للاكتئاب، كما أن استرجاع الذكريات يمنحهم شعورًا بالمعنى والأهمية، ويساعدهم على تذكير أنفسهم بأدوارهم في الحياة، كأن يكونوا أفراد أسرة أو أصدقاء مقربين. بالإضافة إلى ذلك، يعيد العلاج بالتذكر برمجة الدماغ، بحيث يصبح التفكير أسرع، والتركيز أفضل، والتذكر أدق، مما يؤدي إلى شعور أكبر بالسعادة وتحكم أكبر في حياة الشخص.
كيفية تحسين صحة الدماغ من خلال مشاركة الذكريات
يساعد تذكر الذكريات على تحسين المزاج وتخفيف التوتر، حيث يُحسّن الشعور بالسعادة عند استرجاع أيام جميلة من الماضي، بما ينعكس إيجابيًا على وظائف الدماغ. كما يساهم ذلك في زيادة الوعي، والنشاط، والاستمتاع بالحياة بشكل أكبر، ويعزز الحالة الصحية للعقل والجسم، مانعًا الشعور بالمرض أو الاكتئاب. يمكن التقاسم مع الآخرين من خلال سرد الذكريات حول مواضيع مفضلة، مثل تربية الأطفال، أو الرحلات، أو اللحظات الخاصة في حياتك.
طرق إضفاء البهجة على استرجاع الذكريات
لمعرفة الجوانب الإيجابية في استرجاع الذكريات، يمكن مشاركة القصص حول أوقات خاصة، مثل أيام الطفولة، أو إنجازات مهمة، أو تجارب العطلات، أو الرحلات. كما يمكن وضع الصور على مواقع التواصل مع سرد القصص وراءها، أو إعداد الوجبات المفضلة، والاستماع إلى الموسيقى التي تعشقها، أو مشاهدة الأفلام القديمة. إعادة الاتصال بالأنشطة اليدوية مثل الحياكة أو الرسم تُعزز من شعور السعادة وتساعد على استحضار ذكريات جميلة.