رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

للنساء.. علامات خفية تدل على اضطراب توازن الهرمونات

شارك

علامات هادئة تشير إلى اضطراب التوازن الهرموني في الجسم

يبدأ الجسم أحيانًا في إظهار علامات خفية تشير إلى وجود خلل في توازن الهرمونات، وغالبًا ما يُساء فهمها أو تُنسب لأسباب أخرى. فالهرمونات تُعد رسلًا كيميائية تلعب دورًا محوريًا في تنظيم وظائف الجسم الشاملة، من عمليات الأيض والنوم وحتى صحة البشرة والتكاثر. وعندما يحدث اضطراب بسيط في مستويات الهرمونات، قد تظهر أعراض متنوعة تتطور مع تباين نوعية الهرمونات المتأثرة، مما يجعل من الصعب على الشخص تحديد السبب الحقيقي. لذا، فإن الكشف المبكر عن هذه العلامات يُعد مهمًا جدًا للحفاظ على الصحة والوقاية من مضاعفات طويلة الأمد.

علامات صامتة تدل على خلل هرموني، تستحق الانتباه

يتضح أن تغيرات غير ملحوظة في الوزن، سواء بزيادة أو نقصان غير مبرر، قد تكون مؤشرًا على اضطراب هرموني مرتبط بوظائف الغدة الدرقية أو مستويات الأنسولين والكورتيزول، بحيث تؤثر على عمليات الأيض والشهية ومستوى تخزين الدهون بالجسم. كما أن الشعور بالإرهاق المستمر رغم الحصول على قسط وافر من النوم، قد يعكس وجود خلل في إفراز هرمونات الغدة الدرقية أو إرهاق الغدد الكظرية، مما يُعيق إنتاج الطاقة واستخدامها بشكل سليم. وتتعدد التغيرات المزاجية بين تقلبات الحالة، أو الانفعال المفرط، أو القلق، والذي قد يكون مرتبطًا بتقلبات مستويات الإستروجين والبروجسترون والكورتيزول، وغالبًا ما يُهمَل تشخيصها خاصةً لدى النساء خلال نوبات ما قبل الحيض أو الفترات الانتقالية.

ويعد اضطراب النوم من العلامات التي لا ينبغي إهمالها، إذ يرتبط بقيم مستويات الميلاتونين أو الكورتيزول أو البروجسترون، حيث أن ارتفاع الكورتيزول ليلاً أو انخفاض الميلاتونين يُؤثر سلبًا على إيقاع النوم. ويرافق ذلك أحيانًا تساقط الشعر أو ترققه، خاصة على فروة الرأس أو الحاجبين، ويُعزى ذلك إلى ضعف وظيفة الغدة الدرقية أو ارتفاع الأندروجينات أو تغيرات هرمونية متصلة بانقطاع الطمث أو متلازمة تكيس المبايض.

تغيرات جلدية ومشاكل هضمية كدلالات على اضطرابات الهرمونات

يمكن أن تظهر بثرات لدى البالغين، خاصة حول الفك أو الذقن، كنتيجة لارتفاع مستويات الأندروجينات أو اضطرابات هرمونية، مثل خلل الإستروجين أو متلازمة تكيس المبايض، وهذا قد ينعكس أيضًا على إنتاج زيوت البشرة بشكل مفرط أو جفاف غير معتاد. أما اضطرابات الجهاز الهضمي، كالانتفاخ أو الإمساك أو الإسهال غير المرتبط بالطعام، فهي أيضًا علامات على خلل هرموني، حيث تؤثر هرمونات الإستروجين والبروجيستيرون على حركة الأمعاء، بينما الكورتيزول يسبب التهابًا في الأمعاء.

وبالنسبة لانخفاض الرغبة الجنسية، فغالبًا ما يُعتبر علامة مبكرة على انخفاض مستويات الإستروجين أو التستوستيرون، خاصةً إذا صاحبه تعب أو تقلبات في المزاج، وهو أمر غالبًا ما يُغفل عند تقييم الحالة. كما أن اضطرابات الدورة الشهرية، من غيابها أو عدم انتظامها أو غزارتها، تشير إلى اضطرابات في مستويات الإستروجين والبروجسترون، ويمكن أن تكون ناتجة عن متلازمة تكيس المبايض، أو مشاكل في الغدة الدرقية، أو مراحل ما قبل انقطاع الطمث.

أعراض غير واضحة تدل على تأثيرات هرمونية على الدماغ والجسد

وأخيرًا، يلاحظ البعض وجود حالة من الضباب الدماغي أو صعوبة في التركيز، والتي لا يُعزى سببها غالبًا إلى إجهاد بسيط، بل يمكن أن تكون مؤشرًا على اضطراب في هرمونات الغدة الدرقية، أو الكورتيزول، أو مقاومة الأنسولين، حيث أن التوازن الهرموني هو العامل الأساس في وظائف الدماغ وأداء الذاكرة، ويمكن أن يؤدي اختلاله مع مرور الوقت إلى ضعف الانتباه وصفاء الذهن. ولهذا من الضروري استشارة الطبيب عند ملاحظة هذه العلامات، لضمان التشخيص المبكر والحفاظ على صحة الجسم وسلامته على المدى الطويل.

مقالات ذات صلة