أظهرت دراسة قام بها باحثون في جامعة أوريجون للصحة والعلوم أن السمنة لها علاقة وثيقة بانتشار أعراض كورونا المستمرة، المعروفة باسم الكوفيد طويل الأمد. إذ تُعد السمنة من العوامل التي تؤدي إلى زيادة احتمالية تطور أعراض طويلة الأمد بعد الإصابة بعدوى فيروس كورونا. كما أشار البحث إلى أن أسباب الأعراض المتبقية يمكن أن تكون مرتبطة بأمراض أيضية وتصوير نفسي مرتبط بالسمنة، وهو ما يبرز أهمية الوعي الصحي والإجراء المبكر للعلاج.
تأثير السمنة على استمرارية أعراض كورونا
وفقًا لموقع “News medical life science”، بذلت الدراسة التي نُشرت في مجلة PLOS Pathogens، مقارنة بين تأثير عدوى فيروس كورونا (SARS-CoV-2) على الحيوانات النحيفة والسمينة، وأظهرت النتائج أن للسمنة والأمراض الأيضية تأثير كبير على مدى استمرار الأعراض طويلة الأمد. وذلك أدّى إلى زيادة احتمالية ظهور مشاكل صحية مثل تلف الرئة المستمر وفقدان الوزن على المدى الطويل، مما يدل على أن السمنة تزيد من معاناة المصابين بعدوى كورونا، خاصة من يعانون من أمراض التمثيل الغذائي.
الخصائص الخاصة بالحالات الأيضية ومرض الكوفيد طويل الأمد
تُعد الآثار السلبية طويلة المدى لعدوى فيروس كورونا، والتي تسمى الكوفيد طويل الأمد، عنصراً رئيسياً في العبء الصحي الناتج عن المرض. وتُعرف الدراسات أن السمنة، خاصة قبل الإصابة، تساهم في زيادة خطورة المرض الحاد وتطور أمراض أيضية جديدة. إذ أظهرت الأبحاث أن الإصابة قد تساهم في خلل في التغيرات الفيسيولوجية، وتزيد من احتمالات إصابة الرئة ومشاكل الأيض، بالأخص عند الحالات التي كانت سمنة سابقة أو مقاومة للأنسولين.
دراسة على القرود توضح ارتباط الحالة الأيضية وطول مدة الأعراض
درس الباحثون أImpact الإصابة بمتغير دلتا لفيروس كورونا على ذكور قرود المكاك البالغين ذوي حالات أميتة مختلفة وهو أمر مهم لفهم تأثير الحالة الصحية قبل الإصابة. على مدى ستة أشهر، لوحظ أن معظم الحيوانات الأيضية، خاصة تلك التي كانت سمينة أو مقاومة للأنسولين، أظهرت تغيّرات مستمرة في مستوى الفيروس والأجسام المضادة وعوامل الالتهاب في الدم. بينما كانت مستويات الفيروس والأجسام المضادة متشابهة تقريبًا بين الحيوانات النحيفة والسمينة، كانت الاستجابات الأخرى تتعلق بالحالة الأيضية، حيث زادت السمنة من مخاطر تلف الرئة المستمر وفقدان الوزن، في حين أن الحيوانات النحيفة كانت أكثر عرضة لعلامات اضطراب الأيض.
تغيرات في الهرمونات وعلاقتها بالكوفيد طويل الأمد
شهدت الحيوانات النحيفة انخفاضًا كبيرًا في مستويات هرمون الأديبونيكتين، مقابل ارتفاع مستوى هرمون اللبتين، مما أدى إلى خفض مؤشرات الصحة الأيضية لديها إلى مستويات تشبه تلك لدى الأشخاص المصابين بالسمنة. وهذا يشير إلى إمكانية أن تكون الأعراض الطويلة لفيروس كورونا ناتجة عن إصابة خفيفة نسبياً، مع استمرار تغيرات فسيولوجية ومخاطر صحية على المدى الطويل.
استجابة الالتهاب والتغيرات الصحية بعد الإصابة
ذكر الدكتور تشارلز روبرتس، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن مستويات العوامل الالتهابية زادت بعد الإصابة، وأدت إلى تغيّر بروتوكولات الالتهاب، مع ظهور مؤشرات حمراء على احتمالية تطور أمراض القلب والأوعية الدموية بعد ستة أشهر من الإصابة. وهو ما يعكس أن الأعراض والمضاعفات قد تظهر بعد فترة طويلة من الإصابة الأولية، وتتطلب مراقبة علاجية مستمرة لفهم تأثيرات المرض على المدى الطويل.