أظهرت دراسة حديثة أن هناك علاقة بين التدخين المفرط والإصابة بمرض الزهايمر. إذ تبين أن المدخنين الذين يستهلكون عشرين سيجارة يوميًا ويستمرون في التدخين لمدة عشرين سنة يعانون من تقلص في حجم المادة الرمادية والبيضاء في الدماغ مقارنة بغير المدخنين، وهو ما قد يشير إلى تأثير غير مباشر على تطور المرض بشكل عام. وتكون أجزاء من الدماغ، خاصة تلك المرتبطة بالذاكرة مثل الحصين، أكثر تأثرًا بهذا التقلص حتى بعد مراعاة عوامل أخرى مثل مؤشر كتلة الجسم.
أهمية الدراسة وتفاصيلها
شملت الدراسة أكثر من عشرة آلاف مشارك تتراوح أعمارهم بين 18 و97 عامًا، حقق جميعهم تصويرًا بالرنين المغناطيسي للدماغ، بالإضافة إلى ملئ استبيانات تتعلق بالتاريخ التدخيني وحالتهم الصحية. وُجد أن المدخنين يفتقرون إلى حجم دماغي أكبر مقارنة بغير المدخنين، مع وجود ارتباط طفيف بين ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وزيادة سنوات التدخين، لكنه لم يكن قويًا بشكل كافٍ لإثبات علاقة سببية.
نتائج وتأثيرات التدخين على الدماغ ومستقبلاً
ثبت أن المدخنين يعانون من ضمور في مناطق متعددة من الدماغ، مما يعزز الاحتمال أن تكون هناك علاقة بين التدخين ومرض الزهايمر. كما أن طول مدة التدخين يرتبط بشكل واضح بانخفاض حجم الدماغ، وأن السمنة ربما تلعب دورًا في هذا الارتباط. ويُعد التدخين من العوامل التي يمكن أن تساهم في حدوث فقدان حجم الدماغ والاصابة بالخرف، مما يفتح المجال أمام استراتيجيات وقائية مستقبلية لتقليل خطر الأمراض العصبية المرتبطة بالتقدم في العمر.