رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

تقنية حديثة في عمليات التلقيح الصناعي تساهم في الوقاية من إصابة الأطفال بمرض وراثي نادر

شارك

طور علماء بريطانيون تقنية جديدة لعمليات التلقيح الصناعي تُسهم في تقليل مخاطر الأمراض الوراثية، حيث ساعدت في ولادة ثمانية أطفال بصحة جيدة دون ظهور مستويات عالية من الحمض النووي للميتوكوندريا المعيبة في دمائهم. وفقًا لدراسة منشورة على موقع «فوكس نيوز»، أظهرت الأبحاث أن التغيرات في الحمض النووي للميتوكوندريا، المعروف بـ mtDNA، تعتبر سببًا شائعًا ل الأمراض الوراثية الشديدة التي تتعلق بعمليات التمثيل الغذائي، وتؤثر على القلب والدماغ والعضلات. يمكن أن يحدث هذا عندما تصاب هذه الحمضات بطفرة ضارة تنتقل عبر الأم إلى الأطفال، مسببة أمراضًا تؤثر على أنسجة مختلفة وتكون غالبًا مهددة للحياة.

استخدم الباحثون تقنية تسمى “نقل نووي”، حيث يتم نقل نواة بويضة مخصبة تحتوي على الحمض النووي المعيب، إلى بويضة متبرعة تحتوي على ميتوكوندريا سليمة، ما أدى إلى تصنيع أطفال أصحاء. اشتملت العملية على جمع نواة البويضة المخصبة من الأم المريضة، ونقلها إلى بويضة متبرعة تحتوي على ميتوكوندريا صحية، بحيث يكون الحمض النووي من الوالدين مع الحمض النووي الصحي للمتبرعة. في مركز نيوكاسل للخصوبة، أُجريت العملية على 22 امرأة مصابة بمتغيرات في mtDNA، وأسفرت عن ولادة ثمانية أطفال بصحة جيدة انخفاض مستويات الحمض النووي المعيب بشكل واضح، مع عدم ظهور أي خلل في مستويات الحمض النووي في دماء الأطفال حديثي الولادة.

مميزات التقنية وتأثيرها على الصحة

ساعدت التقنية الجديدة على تقليل خطر الإصابة بالأمراض الوراثية التي تؤدي إلى ضعف الأنسجة كالقلب والدماغ والعضلات. وتُعتبر هذه الطريقة خطوة مهمة في مجال الطب والتلقيح الصناعي، لأنها تُمكن من تقليل احتمالات ظهور الأمراض الناتجة عن طفرة في mtDNA، وتحسين فرص صحة وسلامة الأطفال المولودين باستخدام هذه التقنية. على الرغم من أن أحد الأطفال أصيب بارتفاع مستوى الكوليسترول واضطراب نظم القلب، إلا أن الحالة استجابت للعلاج، وأكد الباحثون أن النمو الطبيعي استمر لدى جميع الأطفال.

أهمية الدراسة والتطبيقات المستقبلية

قال الدكتور زيف ويليامز، مدير مركز الخصوبة بجامعة كولومبيا، إن هذه التقنية تمثل إنجازًا مهمًا يمكن أن يوسع نطاق حالات الحمل الآمنة، ويقلل من انتشار الأمراض الوراثية الخطيرة. تعتبر الميتوكوندريا جزءًا أساسيًا في الخلية، إذ تنتج الطاقة اللازمة لكل العمليات الحيوية، وتُشارك في أيض الدهون والأحماض الأمينية. لكن يمكن أن تتعرض لطفرة تؤدي إلى أمراض ناتجة عنها تُعرف بأمراض الميتوكوندريا، وتؤثر بشكل كبير على الأعضاء التي تعتمد على كمية كبيرة من الطاقة، كالدماغ والعضلات والكبد والكلى. تظهر أعراض هذه الأمراض ضعف العضلات، مشكلات في الرؤية والسمع، واضطرابات في القلب والكبد، مع تأخر النمو.

أخيراً، توضح نتائج الدراسة أن نقل الميتوكوندريا الصحيحة من متبرعة إلى بويضة الأم المرضية ساهم بشكل فعال في إنتاج أطفال أصحاء، يمثل خطوة مهمة نحو علاج الأمراض الوراثية المتعلقة ب mtDNA، وتوفير خيارات آمنة للولادة للصغار الذين يعانون من مشاكل جينية خطيرة.

مقالات ذات صلة