يعد الورم الدماغي كتلة غير طبيعية من الأنسجة تتكون في الدماغ، حيث تنمو الخلايا بسرعة وتتكاثر بشكل غير طبيعي، ويمكن أن تكون هذه الأورام حميدة أو غير سرطانية، أو خبيثة وسرطانة. تعتبر هذه الحالة من الحالات الطبية الطارئة التي تتطلب تدخلًا فوريًا، حيث يتوقف تطور الأعراض على حجم الورم وموقعه وسرعة نموه. وغالبًا، تظهر العلامات الأولية بشكل خفيف، مما يصعب التفرقة بينها وبين المشاكل الصحية الشائعة، مما يستدعي الحذر والانتباه لكل إشارة يرسلها الجسم.
علامات تحذر من وجود ورم في الدماغ
يبدأ الجسم في إظهار علامات واضحة عندما يتطور الورم، ومن أهم هذه العلامات الصداع المستمر والمتكرر. غالبًا يظهر الصداع بشكل مستمر ويزداد في الشدة مع مرور الوقت أو يظهر في ساعات الصباح الباكر، مع تأثير واضح على نمط النوم، ويكون عادة ضغطًا مستمرًا أو ألمًا ينبض، ويزداد بعد السعال أو عند الانحناء أو القيام بحركات مفاجئة، ويلاحظ أن هذا الصداع لا يتجاوب غالبًا مع المسكنات التقليدية مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين، كما يصاحبه غثيان وتقيؤ نتيجة ضغط الورم على أنسجة الدماغ أو تورم الدماغ داخل الجمجمة.
تُسبب الأورام في مناطق قريبة من مراكز العصب البصري أو السمع تغيرات في الرؤية أو السمع، فتؤدي إلى ضعف في الرؤية مع عدم وضوح أو ازدواجها، بالإضافة إلى انخفاض الرؤية الجانبية، ومع تقدم الحالة قد يعاني المريض من فقدان السمع أو طنين الأذن، وذلك نتيجة لضغط الورم على العصب البصري أو السمعي.
وفي حال ظهور ضعف مفاجئ في الجسم أو خدر في الذراع أو الساق أو الوجه، مع مشاكل في التوازن والتنسيق، فقد يكون ذلك علامة على وجود أورام في الدماغ. هذه الأعراض تظهر عندما يتأثر الجهاز العصبي ويؤثر بشكل مباشر على التحكم في الحركات. كما أن صعوبة القيام بالمهام الحركية البسيطة، مثل ربط الأزرار أو الكتابة، تعتبر من المؤشرات الدالة على تأثير الورم على المناطق المسؤولة عن الحركة.
يتعرض بعض الأشخاص لنوبات تشنج أو ارتعاش غير مبرر، خاصة إذا ظهرت لأول مرة. تُعبر النوبات عن اضطرابات كهربائية مفاجئة في الدماغ، وقد تتسبب في حركات غير إرادية أو فترات من التحديق، وتعد هذه العلامة من التحذيرات التي لا يمكن تجاهلها. وتختلف نوبات الدماغ من حيث المنطقة التي تستهدفها، سواء كانت جزءًا معينًا من الجسم أو تنتشر في الجسم كله، وتكون عادة من الأعراض الفجائية التي تظهر عندما يكون الورم في مرحلة متقدمة.
كما يطرأ تغير تدريجي على الوظائف العقلية والشخصية، إذ يلاحظ المريض ضعف التركيز والنسيان، مع اضطرابات في أداء المهام اليومية، وتبدأ شخصيته في التغير لتصبح أكثر انفعالًا، مع عرض اكتئاب وتقلبات مزاجية غير معتادة. ويؤدي الضرر في مناطق معالجة اللغة إلى صعوبة في الكلام وفقدان القدرة على استرجاع الكلمات، فضلاً عن مشاكل في فهم اللغة بشكل تدريجي.
ضرورة الكشف المبكر والتدخل العاجل
من المهم جدًا ملاحظة أيًا من هذه الأعراض والتوجه للطبيب على الفور عند استمرارها أو تكررها، إذ يساعد التشخيص المبكر على بدء العلاج في وقت مبكر، مما يعزز فرص الشفاء ويساعد على تجنب تفاقم الحالة التي قد تكون مهددة للحياة. فالكشف المبكر يساهم في تحقيق نتائج أفضل ويحفظ حياة المريض من مضاعفات وخيمة.